
تقرير/عبده بغيل.. صحفي يمني
انفجار مدوٍ يهز أركان الاقتصاد الأمريكي! فبينما تشتعل الجامعات بحراك طلابي مؤيد لفلسطين، تتخذ إدارة ترامب قرارات كارثية، تدفع بـ 43 مليار دولار خارج حدود البلاد، وتهدد بمستقبل قاتم للاقتصاد الأمريكي. هذا المبلغ الهائل، الذي يمثل مساهمة الطلاب الأجانب في الاقتصاد الأمريكي، يتبخر بسبب سياسات طائشة، ويهدد بفقدان أمريكا لمكانتها كوجهة أولى للتعليم العالي.
43 مليار دولار، هذا هو الرقم الذي يجب أن يدق ناقوس الخطر في واشنطن. هذا المبلغ ليس مجرد رقم، بل هو شريان حيوي يغذي الجامعات ومراكز الأبحاث، ويدعم الآلاف من الوظائف. ولكن، بدلاً من الحفاظ على هذا الشريان، تقوم الإدارة الأمريكية بقطعه، وتدفع بهذه العقول المهاجرة إلى أحضان دول أخرى.
انخفاض مذهل يزيد عن 40% في اهتمام طلاب الدراسات العليا الدوليين بالدراسة في الولايات المتحدة، كما يكشف موقع "أخبار الجامعة العالمية"، وانخفاض إضافي بنسبة 42% في أعداد الطلاب الأجانب الراغبين في دراسة الماجستير والدكتوراه، كما يتوقع "إدوين فان ريست"، الرئيس التنفيذي لشركة Study Portals. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي صرخات استغاثة من طلاب يخشون على مستقبلهم، ويشعرون بالخيانة من بلد كان يعتبرونه أرض الفرص.
ومع حالة عدم اليقين السياسي التي تخيم على واشنطن، وتخفيضات التمويل الحكومي التي تهدد استقرار الجامعات ومختبرات الأبحاث، يصبح السؤال ملحاً: هل تدرك الإدارة الأمريكية حجم الكارثة التي تتسبب بها؟ هل تفهم أن هذه السياسات لا تطرد الطلاب فحسب، بل تطرد معهم فرص النمو والابتكار والريادة التي هم وقودها؟ إنه انتحار اقتصادي بطيء، وتدمير لمستقبل أمريكا.
