قبل أيامٍ قليلةٍ من انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية، لوح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بمعاقبة وإيقاف المنتخب المصري حال خرق حقوق بث مباريات البطولة.
يأتي ذلك بعدما تقدم جهاز حماية المنافسة، التابع لوزارة الصناعة المصرية، ببلاغ إلى النيابة العامة ضد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عيسى حياتو، اتهمه بمخالفة قوانين حقوق البث.
وأصدر الجهاز بيانا يطالب فيه الكاف، الذي يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا له، بأن يبيع حقوق البث "في إطار مزايدة علنية تراعي قواعد المنافسة العادلة والشفافة".
وتذاع مباريات البطولة القادمة بالغابون بشكل حصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على شبكة "بي إن سبورتس" القطرية، التي تبث أيضا العديد من المسابقات العالمية، مثل كأس العالم، ودوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وغيرها.
وتشارك أربعة منتخبات عربية، وهي مصر والجزائر وتونس والمغرب، في البطولة التي تنطلق في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني الجاري.
وتختلف طرق مشاهدة البطولة بين فئات الجمهور العربي، فبعضهم مشترك في باقاتٍ رياضيةٍ تنقل المباريات، والبعض الآخر لا يستطيع دفع المقابل المادي لهذا الاشتراك، ويتحايل بسبلٍ مختلفةٍ لمشاهدة مباريات البطولة التي تقام كل عامين، لاسيما في ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها معظم بلدان المنطقة.
ويقول محمد أحمد، من مصر، لبي بي سي: "أنا أعشق كرة القدم، وأتابع جميع مباريات المنتخب المصري، خاصة في البطولات الكبرى، لكني غير مشترك في الباقات الرياضية بسبب ارتفاع أسعارها. لذا، أشاهد المباريات الهامة فقط على المقاهي وسط أعدادٍ كبيرةٍ من المواطنين".
وأضاف: "اشتركت في الآونة الأخيرة في باقة للإنترنت بسرعة كبيرة نسبيا، على أمل أن أتمكن من مشاهدة باقي المباريات وأنا في المنزل، لكني لست متأكدا من جدوى ذلك."
وتأهل المنتخب المصري لنهائيات البطولة بعد غياب ثلاث دوراتٍ متتالية، ويلعب في المجموعة الرابعة بجانب منتخبات غانا وأوغندا ومالي.
"لعبة الفقراء"
وسبق للتلفزيون المصري أن بث لقاء منتخب مصر أمام نظيره الغاني، في الجولة الفاصلة لتصفيات كأس العالم 2014، التي أقيمت في كوماسي، دون موافقة القناة المالكة لحقوق البث. ونتيجة لذلك، فرض الاتحاد الافريقي عليه غرامة مليوني دولار.
لكن محمد ثابت، المنسق الإعلامي للكاف، حذر من خرق حقوق بث المباريات مجددا، وقال لـ بي بي سي إن عقوبة ذلك "قد تشمل غرامة مالية والحرمان من المشاركة في المباريات الأفريقية لمدة يحددها المجلس التنفيذي للاتحاد".
ويرى أمين جلنزا، مواطن تونسي، أن الاحتكار قد أفسد كرة القدم، التي وصفها بأنها "لعبة الفقراء".
وقال لبي بي سي: "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد، لا يستطيع معظم المواطنين الاشتراك في الباقة التي تذيع المباريات حصريا مقابل نحو 800 دينار تونسي سنويا (400 دولار أمريكي تقريبا)."
وأضاف: "نحو 90 في المئة من الشعب التونسي يشاهد المباريات عن طريق دفع 30 دينارا تونسيا تقريبا كل عام، للاشتراك في جهازٍ يستقبل قنوات أوروبية، تنقل المباريات بلغة غير اللغة العربية عبر قمر صناعي من الاتحاد الأوروبي".
وكانت القرعة قد وضعت منتخبي تونس والجزائر وجها لوجه في مجموعة وصفها البعض بأنها "مجموعة الموت"، أمام منافس عنيد أيضا هو السنغال، الذي يعد المنتخب الوحيد الذي فاز في جميع مبارياته الست في التصفيات المؤهلة للبطولة، إلى جانب منتخب زيمبابوي.
ويرى حكيم عتماني، من الجزائر، أن أسعار الاشتراك في الباقة التليفزيونية في متناول غالبية المواطنين، مشيرا إلى لجوء البعض إلى قنواتٍ ألمانيةٍ وفرنسيةٍ تنقل المباريات، لكنه يفضل مشاهدة المباريات على المقاهي وسط أعدادٍ غفيرةٍ من المواطنين، حتى يستمتع بتلك الأجواء الرائعة.
لكن ليلى أمزير، من المغرب، لا تتفق مع عتماني في هذا الرأي. وتقول إن الأسعار مرتفعة للغاية، والغالبية العظمى من المواطنين يبحثون عن روابط الكترونية تبث المباريات، مشيرة إلى أن "الاحتكار يزيد من نسبة المشاهدة، وليس العكس، نظرا لطرق التسويق المتقدمة التي تقدم عليها هذه القنوات المحتكرة".
وستكون مهمة المغرب صعبة أمام ساحل العاج، وتوغو، والكونغو الديمقراطية في المجموعة الثالثة للبطولة التي تستضيفها الغابون.
وكانت الحكومة الليبية قد سحبت طلبها الذي تقدمت به لتنظيم المسابقة نتيجة استمرار القتال بين الميليشيات المسلحة، الأمر الذي يؤثر على الاستقرار والوضع الأمني فيها.
بي بي سي