أنجز لأجلك وليس من اجل تصفيق الآخرين

جمعة, 08/08/2025 - 11:10

 

 

محمود الجاف

 

 

كثيرًا ما يربط بعض الناس شعورهم بالقيمة أو النجاح بمدى إعجاب الآخرين بهم أو مدحهم لهم. وهذا شيء شائع وطبيعي إلى حد ما لأن المديح يشعرنا بالقبول ويؤكد لنا أننا نقوم بشيء صحيح .

 

 

- لكن، ماذا لو كان هذا المديح غير صادق؟

 

- ماذا لو كان غرضه التلاعب أو الاستغلال؟ 

 

- ماذا لو توقف فجأة؟ 

 

- هل نتوقف نحن أيضًا؟ 

 

- هل نخسر حماسنا وثقتنا بأنفسنا لمجرد أن الناس لم يصفقوا لنا هذه المرة ؟

 

الاعتماد على مديح الآخرين كوقود للتحفيز يشبه قيادة سيارة تعتمد فقط على الإعجاب المؤقت بينما الوقود الحقيقي الذي لا ينضب هو دافعك الداخلي، رؤيتك لنفسك، وإيمانك بذاتك وسعيك لأن تكون أفضل لأنك أنت تستحق ذلك، لا لأن الآخرين قالوا أحسنت.

المديح قد يكون أحيانًا أداة في يد من لا يهمه أمرك فعلًا. يقدمه لك بسخاء فقط ليقودك حيث يريد. وربما يضحكون عليك في قلوبهم. ليس لأنك لست ذكيا أو ناجحا، بل لأنهم عرفوا نقطة ضعفك؛ رغبتك في أن يُقال عنك شيئًا جميلًا حتى لو لم يكن صادقًا.

لهذا فمن المهم أن تضع مرآة داخلية ترى نفسك فيها بصدق كل يوم . 

 

- أن تسأل نفسك: هل أنجزت هذا لأنني أؤمن به؟

 

- هل أنا فخور بما فعلت حتى لو لم يلاحظني أحد؟

 

- هل أنا أقود نفسي أم أنتظر من يمدحني ليحركني؟

 

القيادة الذاتية لا تعني أن يتجاهلني الناس لكن تعني ألا تكون رهينة لهم . المديح إن جاء أهلاً به ولكن لا ينبغي أن يكون سببك في العطاء أو الإنجاز . ارفع سقفك واعمل لأجلك وابتسم لنفسك في المرآة حين تحقق شيئًا جميلًا. حتى لو لم يصفق أحد. لأن أفضل من يصفق لك هو ضميرك وقلبك وربك.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف