بشأن الرأي المعارض

جمعة, 08/08/2025 - 23:10

 

محمد محفوظ المختار - كاتب صحفي

في تقييمنا لما مضى من حكم فخامة الرئيس يعمد البعض إلى التعامل مع الخطاب المعارض الذي يحمل نقدا بناء  لهذه الحقبة  سواء كان صادرا عن مؤسسات  أو شخصيات ذات صفة أو غير ذات صفة من منطلق السعي للاحتواء حينا أو السعي للتقارب حينا آخر، وأعتقد أن هاتين الخطوتين خاطئتين،  إذ السعي يجب أن يكون إلى التعايش مع هذا الخطاب والاستفادة من مضامينه قدر المستطاع باعتبار أصحابه هم الطرف الثاني الذي يكفل للحياة السياسية شيئا التوازن  والفاعلية في المشهد العام. وفي غياب هذا الرأي وحملته تضمحل الحياة السياسية بل قد تدفع بالساحة  إلى أجواء من الركود يفرغ السياسة من مضامينها.

التعايش مع الرأي المخالف أمر فهم فخامة رئيس الجمهورية أهميته ومحوريته في المشهد السياسي، فكانت لقاءاته مع حملة ذلك الرأي  دورية منتظمة، وكان الاستماع لهم هو السمة البارزة بشهادة أصحاب ذلك الرأي. ولا جدال أن نظرة فخامة الرئيس بشأن هذا الموضوع أكثر صوابية لكونه الأكثر فهما لأهميتها وعيا بها وحرصا  على جدوائتيها.

التعايش مع أصحاب الرأي المخالف والتعاطي معهم بإيجابية هو أساس العمل السياسي البناء، وبالتالي هو السبيل الأكثر فاعلية في دخولهم - بصدور منشرحة- إلى الحوار  الذي طالما كان فخامة الرئيس سباقا إليه، بل إن حملة ذلك الرأي مدعوون أكثر من غيرهم للمشاركة في هذا الحوار لتوضيح وجهة نظرهم وعرضها أمام الشعب في حوار مفتوح أمام الجميع، ذلك  الحوار الذي لا يمكن أن يكون إلا بين متعارضين. ولن يكتب له النجاح  مالم يصل المشاركون فيه إلى كلمة سواء بشأن مختلف المواضيع المعروضة للنقاش.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف