
وكالة العرب..عبد المجيد رشيدي
في زمن بات فيه الإبداع أداة للتميز والبصمة الفردية، يبرز اسم عثمان ابن الحبيب كواحد من أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة الشباب الذين صنعوا لأنفسهم مساراً فنياً متفرداً، يجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الريشة والرسالة.
ولد عثمان ابن الحبيب بمدينة المحمدية سنة 1987، وسرعان ما أظهر شغفاً مبكراً بالفنون البصرية، لينطلق في مسيرة مهنية امتدت عبر سنوات من التعلم الذاتي والممارسة الميدانية والتكوين المستمر، مراكماً تجربة واسعة تشمل مجالات متعددة: الفن التشكيلي، التصميم الغرافيكي، التصوير الفوتوغرافي، والديكور الفني.
ما يُميز الفنان عثمان ابن الحبيب ليس فقط اشتغاله على اللوحة كوسيط تعبيري، بل تعدد مشاربه الفنية وقدرته على الدمج بين أنماط مختلفة من التعبير، فقد اشتغل كمدرس للفنون البصرية، ومدير فني بعدة مؤسسات ثقافية وخاصة، منها Maison d’Art Studio وCreative Brain Studio، وساهم في تأطير عشرات الورش التكوينية، مما يعكس رغبته في جعل الفن أداة للتربية والتكوين، وليس فقط للتأمل.
شارك الفنان عثمان في معارض جماعية وشخصية، على المستويين الوطني والدولي، منها مهرجان بالمحمدية، المنتدى الوطني للمبدعين الشباب، ومعارض ثقافية نظمتها مؤسسات كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجمعيات فنية مرموقة مثل Art Way وHawas Arts، كما أنه لم يتردد في تنزيل فنه إلى الشارع، من خلال جداريات وتصاميم ديكور داخلي تزيّن بها فضاءات عمومية وتجارية.
وإيماناً منه بدور الفن في التواصل الجماهيري، خاض الفنان المغربي عثمان ابن الحبيب تجربة التصميم الدعائي والإشهاري، وصنع بصمة خاصة به في تقديم المحتوى البصري، الموجه للمؤسسات والمبادرات الثقافية.
اليوم، يمثل عثمان ابن الحبيب نموذجا للفنان المغربي المعاصر، القادر على التوفيق بين الهوية والحداثة، بين الإبداع الفردي والعمل المجتمعي، ليؤكد أن الريشة حين تُمسك بوعي ومسؤولية، تتحول من أداة رسم إلى وسيلة تأثير وتغيير.
وفي أعماله الأخيرة، يُلاحظ توجهه الفني نحو إدماج فن الكاليغرافي والكاليغرافيتي، حيث يُوظف الحروف والأشكال في تركيبات بصرية حديثة، تُعبر عن تفاعله مع الهوية الثقافية، وتمنح لوحاته بُعداً جمالياً وروحياً جديداً.
وبين مزج الألوان ورسم الحروف، يستمر الفنان المغربي عثمان ابن الحبيب في بناء عوالمه البصرية بكل شغف، مؤمنا بأن الفن ليس فقط مرآة للجمال، بل نافذة للتعبير، وساحة لحوار الثقافات، ورسالة تمتد من قلب اللوحة إلى وجدان المتلقي.
