الورقة البيضاء

ثلاثاء, 10/07/2025 - 16:40

هناء الألوسي
جلست وعلى طاولتها
فنجان قهوة، وقلم، وقرطاس.

أبصرت ما حولها
وقلبها يخفق، وصمتُ الموت يلوح في الأرجاء.

قالت والدمع ينساب من عينيها:
هل هو ابتلاء الرحيل؟
أم هي هموم الحياة؟
فأنا الآن كمركبٍ في بحرٍ هائج،
تُراودني مناظر الغرق،
وتتفاقم عثرات الحظ،
فأرتطم بالأمواج.
تنفست الصعداء،
ومسحت دموعها عن وجنتيها الذابلتين.
تناولت قلمها، فأنشدت :

غردي أيتها المشاعر الحمقاء!
يدها ترتجف، وقلبها ينبض،
وقد خمد الدم في عروقها.
ثم ألقت نظرة على ورقتها البيضاء،
وقالت:

صديقتي وسر أسراري،
سأحدثكِ عن أمرٍ من حياتي.
سافرتُ في البحر لأجل عينَيه،
فعانقتني الطيور والحيتان،
تروم كسر حزني، وجبر خاطري.
أبحرت منذ شهور، وكأني عشت قرونًا،
حتى وطئتْ روحي روحه.
كنتُ راعيةً في أنفاسه، وصيادةً
أصطاد العبارات وأجنحة الحب.
حتى غفوتُ تلك الليلة،
فرأيت في منامي رجلًا
لوّح لي بذراعيه، وقال :

هلمي واقتربي… كي لا تقعي،
فخلفك أفاعي الزمان!
أقشعرّ بدني،
كأنني في حومة الأشباح،
مستسلمة للتأمل، منتظرة الأجل.
حينها سكنت روعتي،
وبرد الدم في عروقي
كجنازة إنسان يُحمل على نعش.
فكان لنفسي عويلٌ، وبكاءٌ، ودمع.
رفعت رأسي للسماء،
ففي صدري زفير الحسرات،
وعلى جبيني علامات الهموم.
فالأوجاع لن تهدأ…
والحزن…
زاد وجهي بهاء،
وصار رفيقي في اليقظة والمنام.
فعذرًا، أيتها الورقة البيضاء،
قد شوّهتُ نقاءكِ بالأحزان.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف