أحمد طالب ولد المعلوم نقيب الصحفيين الموريتانيين يكتب : موسكو جوهرة أوراسيا

اثنين, 10/13/2025 - 11:35

أحمد طالب ولد المعلوم 
نقيب الصحفيين الموريتانيين

يكتب : 
موسكو جوهرة أوراسيا 

إن كنت مثلي لم تحظ من قبل بزيارة روسيا الاتحادية، ولم تطأ قدماك العاصمة موسكو، واكتفيت بما يصل مسامعك من أخبار، غالبا ما تكون عن السياسية وصراع الكبار على النفوذ، فإنك لاشك ستنبهر، بأرض معطاء وشعب جبل على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأنت تحط على أديم أيقونة أوراسيا.
ستلمس، كما عشت بنفسي في زيارتي الأولى، أن الشعب الروسي شعب عظيم بقيمه وعاداته وتقاليده، التي تتقاطع في بعضها مع تلك التي تعاش في الشرق عندنا تماما.
سكتشف أنك تدخل عالم الثقافة والفن والاقتصاد والتكنولوجيا دون رتوش، فمدينة موسكو ليست مجرد عاصمة مركزية لروسيا الاتحادية فقط ولا المدينة التي تسمع عنها من الآخر، بل هي بوابة التاريخ ومركز الحضارة، تجمع بين عبق التاريخ وناصية التكنولوجيا والعلوم والتقنيات.
هي عاصمة روسيا، بلد العملاق، تشايكوفسكي، بلد الأدب والموسيقى وأرض الطبيعة الساحرة الأخاذة.  ورغم طقسها القاسي، على أمثالي من أبناء الصحراء، يضفي شتاؤها البارد ومناخها الثلجي، جمالا خاصا، فتنير الثلوج القباب الذهبية للمباني والتحف المعمارية، التي تخالها قصص، لأدباء روس نسجوها من محض خيالهم.
فالطبيعة الخلابة لروسيا انجبت، بحيرة "بايكال"،أعمق بحيرة في العالم، إلى  جانب شموخ "جبال الأورال" الراسية وغابات روسيا الكثيفة وانهارها الجارية المنتشرة والمتجمدة في صمت مهيب .
 ستنبهر وأنت تجوب شوارع موسكو، بالمتاحف الغنية والثرية، كما هو الحال في متحف، "الذرة" الخاص بما أنجزه العلماء الروس في المجال الذري والنووي... ، وكذا متحف " بوشكين " للفنون و" تريتياكوف" الخاص بالصور.
وستقف، دون شك من خلال هذه المتاحف وغيرها، على ماسطره العلماء والأدباء والمفكرين الروس، من أمجاد تعكس عبقرية الإنسان الروسي. 
فروسيا عموما، بلد العلم والتعلم المرموق ، بجامعاتها وكلياتها ومعاهدها ومراكز أبحاثها، استطاعت أن تنجب العلماء والأدباء والمفكرين، الذين رفعوا صيتها بين الأمم والشعوب ومكنوها من حجز مقعد متقدم ضمن الكبار على المستوى العالمي. 
ويتربع بقلب العاصمة الروسية، موسكو مركز  "الكرملين" بوصفه قلعة سياسية، عصية على التجاهل، في كل مايتخذ على المستوى الدولي، كما يتزين وسط موسكو بالساحة الحمراء، التي تعتبر موقعا تاريخيا عالميا، يروي تاريخ ممتد لشعب عريق.
ورغم طبيعة جدية الشعب الروسي، ستعجب، مثلي تماما كذلك، بكرم هذا الشعب وتفانيه في خدمة الضيوف ودفء استقبالهم وكذا التعامل الراقي للمواطن الروسي مع الزائر وسعيه لمساعدته واسعاده في كل الظروف، سواء كان ذلك  بالمطارات أو محطات المترو والقطار والشوارع...
وستمكنك شبكات النقل الراقية، المنتشرة في روسيا من حرية التنقل، عبر مختلف محطات المترو والقطار، التي تميز حركة النقل في روسيا عموما، والتي تتوفر بها محطات مزينة بالرخام والفسيفساء والأرضيات القوية المدعمة التي تسمح بانسيابية حركة جرارات المسافرين وتمنحهم أقصى درجات الراحة في الرحلات بالمترو والقطارات، بتوفيرها لكل أسباب الراحة.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف