من الثابت عقلاً و شرعاً أن للسماء ثوابت ولعل اهمها هو التوحيد الذي قامت عليه الأرض و السماء فهو محور مهم في رسم خارطة طريق حياة البشر ، فبات يشكل العقيدة الاولى في عقائد و افكار مختلف المذاهب الاسلامية على اعتبار أن المسلمين هم مَنْ يقول بوجود الاله الواحد الاحد الذي يجب توحيده من كل الجهات ، ومَنْ يقول خلاف ذلك او يحاول نسب الصفات الانسانية لله تعالى او يدعي أنه يراه و قادر على ادراكه بالحواس الطبيعية البشرية وحتى وصفه بالصورة و غيرها فهو من اهل التجسيم و التشبيه ، فمع تطور الحياة و مرورها بعدة مراحل تاريخية جعلتها عرضةً للعديد من المحاولات اليائسة التي تريد النيل منها ومن مقدساتها وبمختلف عناوينها فقد تعرضت امتنا الاسلامية لمختلف اشكال الغزو الوثني و الفكري المنحط من قبل العديد من الاقوام المارقة والتي لا تفقه من الاسلام شيئاً حتى عاثت في اغلب مصادره التشريعية عبثاً فتركت لها بصمة سوداء في سجل التاريخ فكان في طليعة تلك المصادر التي طالتها يد الدس و التحريف كتب السماء و سنة الانبياء ولم ينتهي الامر عند ذلك بل تعداه إلى مقام الذات الالهية فظهرت فرق و تنظيمات خارجة عن روح الاسلام و عقائده المقدسة فكان ابرزها تنظيم داعش الذي اتخذ من افكار و رؤى ابن تيمية التي ضجت بها كتبه و مؤلفاته التي نعتقد أنها تعرضت لللدس و التحريف خاصة بعد وفاة ابن تيمية فجعلها داعش قرانه الأوحد فشهر سيفه أمام الاخرين كي يدخلوا في دينه فيقدمون له فروض الطاعة و الولاء ولو كانوا مكرهين على ذلك فشيخ الاسلام يرى أن لا محذور في رؤية الله تعالى و انه يتجلى لسائر رسله كالصورة وله الحواس الانسانية كما هي لهم فله يد و كف وكما قال في كتابه بيان تلبيس الجهمية 238-249: ( إذا ادعيت أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ صُورَةً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فإن إِنَّ هَذَا لَكُفْرٌ عَظِيمٌ ادَّعَيْتَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ )) فتلك حقيقة أئمة و شيوخ أدعياء التجسيم و التشبيه الذين لا يؤولون و يعتبرونه من الكفر العظيم حيث نسبوا الحواس الانسانية لله تعالى كظهوره بالصورة التي لها اليد و الكف وهي التي وضعت على كتف نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فيا منصفين يا عقلاء القوم يا مسلمين هل للصورة يد و كف حتى تحركها بأي جهة تشاء ؟ و في المقابل نجد أتقياء و أئمة التقديس و التنزيه امثال الإمام الرازي و الإمام ابن حنبل و أئمة المذاهب الاخرى كلهم يرجحون التأويل و المجاز على المعنى الظاهري في المواضع التي تتطلب عدم القدح و الهتك للذات الالهية وأمام تلك المغالطات لأدعياء الدين و المارقين فقد طرح المرجع الصرخي الحسني عدة استفهامات للرد على دعاوى أئمة التجسيم قائلاً : (( فلا تعرف هل التيمية يقولون برؤية اليقظة أو لا؟ وهل رؤية اليقظة - إن ثبتت عندهم- تشمل العين والفؤاد؟ وهل ثبتت عندهم الرؤيا في المعراج أو لا؟ وهل ثبتت عندهم رؤيا في اليقظة في الدنيا في غير الإسراء والمعراج؟ ومع ثبوت الرؤية في اليقظة، فهل هي خاصة بالأنبياء أو بخاتم الأنبياء فقط (عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام) أو تشمل باقي الناس)) مقتبس من المحاضرة (16) لبحث وقفات مع التوحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 10/2/2017 .فشتان بين الاتقياء الجهمية اهل النفي للتجسيم و التشبيه و بين الدواعش التيمية المارقة ادعياء الاثبات للتجسيم و التشبيه .
https://www.youtube.com/watch?v=KNB-j7Iz32o
بقلم // حسن حمزة