يعلم الجميع ان صناعة الارهاب تعتمد على عدة أمور في مقدمتها وجود فكر شاذ متطرف تكفيري كذلك وجود جهات داعمه وممولة ومجهزة لهذا الفكر أضف لذلك خلق بيئة مناسبة لنشوء وقبول هذا الفكر المتطرف كالظلم والفساد والفقر والطائفية .
والمتابع للاحداث السياسية يعرف ان أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية لها بصماتها الواضحة في صناعة التنظيمات الارهابية وهنا أريد الرجوع الى الوراء قليلاً وبالتحديد الى أفغانستان وكيف أستخدمت أمريكا الجهاديين وجمعتهم من كل بلدان العالم لأستنزاف السوفيت وأجبارهم على الانسحاب منها ، هذا السيناريو تكرر نفسه بعد الاحتلال الاميركي للعراق في عام 2003م مع أختلاف في جهات التمويل ، حيث أُصيبت بعض أنظمة الدول المجاورة بالذعر من احتمال أن يمتد الاحتلال الاميركي بعد العراق لها ، وللحيلولة دون ذلك عملت بكل قوة لضمان عدم أستقرار الاوضاع في العراق لذلك أستعانت بالارهاب لهذا الغرض فقد تولى كبارضباط أجهزة المخابرات تنظيم عملية نقل الآلاف من المقاتلين المتطرفين من اغلب البلدان إلى مجاميع القاعدة في العراق وقد دخل 90 بالمئة من المهاجمين الانتحاريين العراق عبر الطريق السوري .
لقد أستخدمت جهات كثيره التنظيمات الارهابية من أجل مصالحها فجعلت منها يد حديدية لضرب الخصوم وتصفية الحسابات فغررت بالشباب تحت يافطة الجهاد والدفاع عن الاسلام ومقاومة الاحتلال وسخرت لهذا الغرض كل مصادر التمويل والدعم سواء المادية او الاعلامية حيث قامت بدعم وتمويل أصحاب الفكر المتشدد الذين ساعدوها كثيرا في صنع ما تريد .
ومما يؤسف له هو أستخدام الدين لخدمة السياسة فلو رجعنا الى جذورالمشكلة الاساسية لوجدناها تكمن في هذا الفكر الذي مرق عن الدين والاخلاق وكل القيم الاسلامية والانسانية فأصبح أداة تسخر وتسير حسب الاهواء والمصالح ، ولا شك ان من أوضح وأجلى مصاديق هذا الفكر التكفيري هو فكر ابن تيمية الذي يعتبر المؤلف والمنظّر الأول لهذه العقائد التكفيرية المدمرة المكفّرة لكل مَن يخالفها سواء كان مسلما أم مسيحيا سنيا او شيعيا فضلاً عن غيرهم .
لذلك لو أردنا وضع الحلول الناجعة والمناسبة للقضاء على هذه التنظيمات او للحيلوله دون ظهور تنظيمات ارهابية جديده لابد من الرد على أصل ومنبع هذا الفكر ومناقشة كل نظرياته وعقائده لانها أساس التطرف والارهاب فعلينا بيان الحقائق لمنع التغرير بالمساكين والبسطاء ، لذلك نحن نضم أصواتنا وأقلامنا الى صوت وقلم رجل الدين العراقي الصرخي الذي يتصدّى فكرياً لكشف المنهج التيمي في محاضرات عقائدية تحمل عنوان (وقفات مع... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي بأمكان الجميع مشاهدتها لانها تبث مباشرةً على النت حيث دعا فيها الى وجوب التصدي لكشف خزعبلات وأساطير التيمية ومنهجهم التكفيري الذي يغرر بالشباب حيث قال:
( علينا أن نكشف المنهج التكفيري ولا يأخذنا العناد والجهل لماذا يفجّر المساكين أنفسهم ؟ ولماذا يتسابقون إلى التفجير؟ السبب هو وجود روايات، وأصل تكفيري، ومنهج يزقّ هؤلاء ويغرر بهم ، فعلينا أن ندفع عنهم ، لأنّ الخسائر المترتّبة على تفجير أحدهم كبيرة ، من الأرواح، من الناس، من الأبرياء، من المؤمنين، من المسلمين، فلا يأخذنا العناد والاستكبار والغباء والجهل) .
كذلك كشف خلال محاضرته الــ 26 ان هذا القتل والتفجير والتهجير للناس على أختلاف أنتمائهم لم يأتي من فراغ بل هي قضية مشروعة حسب فتاوى أئمة المارقة الدواعش القتلة المجرمين الذين شرعوا فتاوى إبادة المدن وأسر الرجال وسبي الحريم حتى صارت واقع حال ومن الثوابت والمسلمات لدى سلاطين المارقة ، فأئمّة الضلالة هم من يوسوس ويغرّر بالآخرين؛ بالأمراء والقادة والحكام الملوك والسلاطين .
وبعد معرفة هذه الحقائق علينا جميعاً ان نعمل لكشف وأبطال الاصل والمنهج التكفيري لابن تيمية فهو السبب الرئيس لصناعة الارهاب حيث يدفع المغرر بهم بتفجير انفسهم بين الناس فمناقشة هذا المنهج وابطاله ضرورة للتقليل من الخسائر البشرية والمادية، وسيرا على منهج النبي واهل بيته وصحابته "عليهم الصلاة والسلام " في الامر والنهي والتوجيه والنصح عسى ان تتحقق الهداية ويرجع هؤلاء الى رشدهم .
المحاضرة السادسة والعشرون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"
https://www.youtube.com/watch?v=u302MCshuc0
محمد الدراجي