تسببت الحرب السعودية على اليمن في خلق أزمة إنسانية في أفقر بلدان الشرق الأوسط، ومع ذلك يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إقامة علاقة أوثق مع النظام الملكي السعودي.
تشكل السعودية جزءا مهما من خطة واشنطن للسيطرة على الشرق الأوسط وموارده الطبيعية، وهو ما يعود بالفائدة على مصانع الأسلحة الأمريكية وشركات النفط الكبرى، فضلا عن ضمان أمن إسرائيل التي تلعب دورا مهما في السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.
المملكة العربية السعودية، وهي دولة تابعة، لها تاريخ طويل في دعم الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها ممن أفسدوا ونشروا الفوضى في العالم.
المملكة العربية السعودية، وهي دولة تابعة، لها تاريخ طويل في دعم الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها ممن أفسدوا ونشروا الفوضى في العالم، وتسببوا في مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، كما أنها أيضا واحدة من أسوأ الدول وأكثرها انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم، خاصة ضد النساء.
السعوديون وكلاء الفوضى، ويستخدمون الحمقى لمقاومة حركات المقاومة العربية والقومية مثلما هو حاصل في اليمن وسوريا وإيران وحزب الله، والتي لا تتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وعلى هذا النحو، استقبل ترامب نائب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الشهر الماضي في البيت الأبيض، لمناقشة تأثير إيران في الشرق الأوسط.
ما يثير القلق حول الاجتماع هو أن السعودية ودول الخليج الأخرى ترى ترامب قويا وقادرا على احتواء نفوذ إيران في المنطقة.
كل من إدارة ترامب والنظام الملكي السعودي يجدان أرضية مشتركة بشأن الصفقة النووية الإيرانية التي يعتبران أنها خطرة، وكلاهما يتشاطران نفس المخاوف بشأن خطر الأنشطة التوسعية الإقليمية الإيرانية، وعلى الرغم من أن إدارة أوباما باعت أسلحة إلى السعودية في الماضي، فإن أوباما علق بيع الأسلحة بما في ذلك ذخائر التوجيه الدقيق التي قدمتها الولايات المتحدة إلى النظام السعودي في ديسمبر الماضي بسبب “مخاوف من وقوع خسائر بشرية واسعة النطاق”، والآن تدرس إدارة ترامب صفقة أسلحة للسعوديين وافقت عليها وزارة الخارجية بالفعل، ولكن البيت الأبيض لم يؤكد هذه الصفقة بعد.
أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن السعودية ترحب بخطوات ترامب المشددة على إيران، ومن المحتمل أن تكون هناك احتكاكات أقل للرياض مع الحوثيين، التي ترى أنهم مدعومون من إيران، ومع ذلك، ذكرت صحيفة هافينغتون بوست في عام 2015، أن أوباما اعترف بأن إيران “حاولت وقف” الحوثيين من التقدم في صنعاء، وبالتالي إيران على عكس الافتراضات الواسعة الانتشار في الولايات المتحدة، لم تكن القوة الدافعة للأزمة في اليمن.
إن اتهامات ترامب بأن إيران تدعم جماعة الحوثي لا أساس لها من الصحة، ومن الملاحظات المهمة التي يجب مراعاتها أن إيران مذكورة في تقرير مشروع القرن الأمريكي الجديد الذي تم إصداره عام 2000 من قبل المحافظين الجدد خلال إدارة جورج دبليو بوش.
وقال تقرير المجلس الوطنى لنواب الشعب إن “الاحتفاظ بالقوات الأمامية فى المنطقة” أمر ضروري للمصالح الأمنية الأمريكية في إيران، فعلى المدى الطويل، قد تمثل إيران تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية في الخليج كما هو الحال في العراق، وحتى إذا تحسنت العلاقات الأمريكية الإيرانية، فإن الإبقاء على القوى القائمة في الأمام في المنطقة سيظل عنصرا أساسيا في الاستراتيجية الأمنية، نظرا للمصالح الأمريكية القديمة في المنطقة.
ترامب يفعل ما فعلته كل الإدارات السابقة عليه، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية وهو دعم خصوم إيران، كما ترغب السعودية وإسرائيل في عزل إيران.
التهديد الإيراني لواشنطن يتمثل في امتلاك طهران كميات هائلة من النفط والموارد الطبيعية الأخرى، كما أن إيران دولة ذات سيادة تتماشى مع محور المقاومة في الشرق الأوسط، حيث سوريا ولبنان وحزب الله والفلسطينيون، كما أنها تتفق مع خصوم واشنطن منذ زمن طويل، وهم الصين وروسيا.
ويشير تقرير المجلس الوطنى تحديدا إلى هدف واشنطن طويل الأجل وهو السيطرة على الشرق الأوسط من خلال عزل إيران بالقواعد العسكرية الأمريكية القريبة من حدودها، والتي هي على استعداد للهجوم على الفور.
ترامب يفعل ما فعلته كل الإدارات السابقة عليه، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية وهو دعم خصوم إيران، كما ترغب السعودية وإسرائيل في عزل إيران، وبعدها يسمحان للولايات المتحدة بالسيطرة على المنطقة الغنية بالموارد.
كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يستعدون لحرب محتملة ضد إيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطاحت بحكومة محمد رضا بهلوي، المعروف أيضا بشاه إيران، والتابعة لواشنطن، ومع ذلك، من غير المرجح أن يتم تنفيذ سيناريو حرب في أي وقت قريب لأن ذلك سيؤدي إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط مع محور المقاومة بما في ذلك روسيا والصين.
ترامب يريد محاربة داعش مع أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب، السعودية، وبالتالي بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان وانتشار الإرهاب الوهابي، ستسعى إدارة ترامب إلى إقامة علاقات أوثق مع المملكة، ومن المتوقع أن توافق الإدارة على صفقة الأسلحة الجديدة للسعودية لمواصلة قصفها لليمن.
بالنسبة لترامب، فإن إيران تشكل تهديدا رئيسيا في الشرق الأوسط، وليس دكتاتورية النظام الملكي السعودي الذي يقصف اليمن باستمرار، مما تسبب في أزمة إنسانية مع سقوط أكثر من 10 آلاف من الضحايا المدنيين.
إن سياسة ترامب تجاه “المسلحين الإرهابيين” في الشرق الأوسط “عدوانية” وفقا لما جاء في مقال نشره موقع سترايبس، وهو موقع إخباري عسكري أمريكي على الإنترنت.
واشنطن لديها تاريخ طويل مع السعودية، فقد تأسست المملكة في عام 1901 من قبل الملك عبد العزيز آل سعود، وكان بن سعود يتمتع بعلاقة وثيقة مع المملكة المتحدة التي كانت أول دولة في العالم تعترف بالسعودية كدولة مستقلة.
دافع البريطانيون عن السعودية ضد الإمبراطورية العثمانية المتوسعة، كما طور بن سعود، علاقته مع الولايات المتحدة، وبحلول مايو 1931، اعترفت واشنطن بالسعودية، وخلال ذلك الوقت، حصلت شركة ستاندرد أويل في كاليفورنيا على امتيازات للتنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية وتسمى الأحساء، وبحلول نوفمبر 1931، تم التوقيع على معاهدة من قبل كل من الولايات المتحدة والسعودية تضمنت “وضع الدولة المفضلة” داخل المعاهدة، وبحلول عام 1933، بدأت شركة كاليفورنيا العربية للنفط (كاسوك) التي أصبحت فيما بعد الشركة العربية الأمريكية (أرامكو) استكشاف النفط في جميع أنحاء المملكة حتى وصلت إلى الظهران التي أنتجت كمية صغيرة من النفط في ذلك الوقت (42.5 مليون برميل) بين عامي 1941 و1945، واليوم، السعودية هي واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم.
سوف يقيم ترامب علاقة أوثق مع السعودية على الرغم من ارتكابها جرائم حرب ضد اليمن ودعمها المنظمات الإرهابية خاصة الهادفة للإطاحة بالحكومة السورية، وقد ادعى ترامب مرارا وتكرارا أنه يريد هزيمة تنظيم داعش، ولكن السعودية ليست شريكا جيدا في التعامل مع الإرهابيين، لأنها من الناحية التاريخية كانت مسلحة ودعمت المنظمات الإرهابية لفترة طويلة.
واشنطن لديها مصلحة خاصة في السعودية ولهذا السبب سيبقى ترامب التحالف بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قائما.
11/4/2017
بقلم : ريهام التهامي