رب سائل يسأل عن سبب التدليس والتحريف الذي يحصل في نقل الأحداث والوقائع التاريخية وخصوصاً الإسلامية ؟ ولماذا يكون التدليس من قبل بعض الشخصيات التي تتظاهر بإلتزامها بالسنة النبوية ؟ وأتصور إن الجواب على هذا التساؤل سهل وبسيط ويستطيع أن يجيب عليه أي إنسان وهو يقع التدليس والتحريف بسبب المكاسب الشخصية عند هؤلاء الذين يتظاهرون بالإلتزام الديني فيدلسون ويحرفون وفق ما تشتهي أنفسهم ومصلحتهم, فيغيرون من الحقائق التاريخية ويضيفون عليها بعض الخرافات والأساطير التي لا تمت للواقع أو للإسلام بأية صلة, هذا إن دل على شيء فإنه يدل على إبتعاد هؤلاء المتظاهرين بالإلتزام بالسنة عن أصل السنة هذا من جانب ومن جانب آخر تجد هناك مخالفات صريحة وواضحة يقوم بها هؤلاء لمخالفة السنة التي هم يعتقدون بها.
ومن أمثلة هؤلاء هم أصحاب المنهج التيمي الذين برعوا في التدليس وامتهنوه واحترفوا فيه بل صاروا فلاسفة في التدليس ومخالفة السنة, تلك السنة التي جعلوا منها شعاراً لهم ودولتهم وخلافتهم الورقية الخرافية الأسطورية ( خلافة على منهاج السنة النبوية ) !! فأي منهاج وأي سنة يسيرعليها هؤلاء الأوباش الحاقدون على البشرية ؟ فهم خالفوها بكل وضوح وبكل معنى وبكل علانية, فهم وحسب ما يروجون له من إعتقاد إن إختيار الخليفة يكون بالإجماع وبالشورى, وجعلوا كل من يقول بخلاف ذلك هو بمثابة المرتد والكافر ويكون دمه وماله مباحاً !!...
والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها ما ذكره أبو الفداء في كتابه " المختصر في أخبار البشر " حيث قال (( ثمَّ دخلت سنة أربعين وستمائة (640هـ)]: [ذِكْرُ وفاة المستنصر بالله]: [المستعصم بالله]: لمَّا مات المستنصر اتفقتْ آراء أرباب الدولة، مثل الدوادار (الدويدار)، والشرابي، على تقليد الخلافة ولدَهُ عبدَ الله، ولَقَّبوه المستعصم بالله )) !!...
الشرابي والديودار وأرباب الدولة من أستاذ دار الخلافة " ابن الجوزي " وغيرهم وهم من المماليك ومن أئمة وشيوخ التيمية الذين يدعون الإلتزام والسير على منهاج النبوة, نلاحظ وبكل وضوح مدى مخالفتهم لذلك المنهاج الذي يدعون السير عليه !! وكما يقول المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة الثالثة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " ...
((قول: خليفة إمام المسلمين وولي أمرهم وأمير المؤمنين يتم تنصيبه بمؤامرة المماليك وسطوتهم!!! وهذا أفضل وأشرف وأنقى طريق عند دواعش الفكر والأخلاق التيميَّة في تنصيب الإمام وثبوت الإمامة للإمام!!! فأين السقيفة؟!! وأين الإجماع؟!! وأين وصيّة الأول للثاني؟!! وأين شورى الستَّة؟!!قول: خليفة إمام المسلمين وولي أمرهم وأمير المؤمنين يتم تنصيبه بمؤامرة المماليك وسطوتهم!!! وهذا أفضل وأشرف وأنقى طريق عند دواعش الفكر والأخلاق التيميَّة في تنصيب الإمام وثبوت الإمامة للإمام!!! فأين السقيفة؟!! وأين الإجماع؟!! وأين وصيّة الأول للثاني؟!! وأين شورى الستَّة؟!! )) ...
فقد نصب التيمية وأئمتهم وشيوخهم خليفة للمسلمين وفق أهوائهم وميولهم الشخصية الفئوية الضيقة دون الرجوع إلى السنة التي كفروا الناس من أجلها, فنصّبوا لأنفسهم خليفة على خلاف السنة بما تشتهي سنتهم الأسطورية الخرافية.
بقلم نوار الربيعي