منطقة مسعودستان او كما يسمونها ب(كردستان)، الدولة الجديدة: يعطل فيها عمل البرلمان! أعضاء ورئيس البرلمان يُمنعون من الدخول الى مبنى البرلمان!, رئيس حكومتها المنتهي الصلاحية، هو المتحكم الوحيد في القرار السياسي الكردي، (الحزب الديمقراطي الكردستاني)،أو حزب الرئيس هو الوحيد الذي يمتلك القرار السياسي، كما انه الوحيد الذي يطالب بالإنفصال وتقرير المصير كما يعبر عنه, وهو الوحيد الذي يحدد نوع العلاقة والتفاهمات بين الحكومة الإتحادية والإقليم, وهو الوحيد الذي يحق له رسم الخارطة مع الدول الاقليمية!!!.
هكذا تدار الامور في إقليم مسعودستان، لا بل اكثر من هذا، بدأ يمارس الدكتاتورية مع شركائه في الإقليم، إما تأييد قراراته ومقرراته، او مصيرهم الإقصاء والإبعاد عن المشاركة في الحكم، وإدارة دولتهم المزعومة، بعد غياب جلال الطلباني عن الساحة السياسية بدأت الأمور تسوء اكثر فأكثر، اصبح القرار فردياً، الإتحاد الوطني الكردستاني غائب عن المشهد السياسي، مع إنهم لحد الآن لم يستطيعوا ان يختاروا زعيماً لهم، بديلاً عن زعيمهم الحاضر الغائب، ليمثلهم ويمثل جمهورهم في القرار السياسي، ليحمي مطالبهم ومطالب جمهورهم، لأن الكثير منهم يعتقد ان البرزاني استحوذ على كل شيء، الحكومة والبرلمان والقرار السياسي، ولم يتبقَّ لهم الا الفتات الذي لا يسد رمقهم كسياسيين، ما بالك بجمهورهم، اما حركة التغيير التي مازالت واقفةً بوجه ديكتاتورية البرزاني، لن يختلف نصيبها كثيراً عن الاتحاد الوطني، في الاقصاء والتهميش وسلب الحقوق، حتى وصل بهم الحال الى منعهم من دخول اربيل .
كل شيء في الإقليم اصبح هشاً وعلى حافة الهاوية، السياسيون الاكراد مختلفون حتى في داخل الحزب الواحد, البيشمركة مقسّمةٌ بين طلبانيين وبرزانيين, الشعب الكردي متصارع فيما بينه, ما بين مؤيدٍ ورافضٍ لسياسة (مسعود), الوضع الإقتصادي داخل الإقليم لم يكن افضل حالاً من المركز, عدة شهور وحكومة الإقليم عاجزة عن دفع رواتب موظفيها.
الأحزاب الكردية عندما تنظر الى (مسعود برزاني)، لم ترَهُ افضل منها جهاداً، ولا اسبق منها مقارعةً للنظام البائد، بل هناك من يتهمه من خلال الوقائع، بعمالته ل(صدام حسين) وخيانته للأكراد في الماضي، فهم ينظرون الى قرار منع أعضاء ورئيس البرلمان ، من ممارسة مهامهم داخل الإقليم، بالدكتاتورية في القرار، مؤشراً خطيراً الى وضع الإقليم القادم، البعض يعتبر الإنفصال ليس في أوانه، لجملة من الاسباب اهمها: الوضع الإقتصادي العام، وعلاقتهم بدول الجوار (ايران, تركيا, سوريا) الرافضين لإقامة الدولة الكردية،ناهيك عن (روسيا والمانيا وامريكا وتركيا)، الذين يعدون قرار الانفصال تقسيماً للعراق، وإن تدهور العلاقة مع الحكومة الإتحادية، والإنفراد بالقرارات السياسية والمصيرية من قبل حكومة الاقليم يعد مؤشراً خطيراً، هذه الاسباب وغيرها تضع الكثير من علامات الإستفهام، حول قرار انفصال الاكراد عن الدولة العراقية، لكن يبقى السؤال الذي يحتاج الى اجابة، السؤال الذي يسأله الكثير مع معرفتهم بالإجابة، من الذي يدعم (مسعود برزاني) في هذا الإتجاه، من الذي يجمل له الصورة القاتمة، في اتخاذ مثل هكذا قرارات، البرزاني يعلم بهذه الأسئلة وخطورة الموقف، لكن ما الذي يرغمه على اتخاذ مثل تلك القرارات، ومن هي اليد الخفية التي تقف وراءه، هل هي إسرائيل فقط ام هناك دول عربية وإقليمية، غايتها تجزئة العراق وإضعافه.
اذا كان الشعب الكردي يعلم بما يجري حوله، ويعلم ان بعض قرارات البرزاني خاطئة وخطرة، كما يعبر عنها الكثير من السياسيين الأكراد، ويشاهد الإقصاء والتهميش للآخرين، ويشاهد بعينه دكتاتورية (مسعود) منتهي الصلاحية، وتسلطه على القرار السياسي الكردي، الذي يعتبر الحكم من حقه فقط، هل يدعمه في قرار الانفصال حقاً؟ ام انه مجرد اعلام مكذوب من اصحاب مشروع التقسيم؟ هل ستعود الحرب الكردية الكردية؟ أما إذا كانت تلك حقيقة الشعب الكردي، فيعني انه فعلاً يدعم ويؤسس لدكتاتورية برزانية داخل الإقليم، وهذا نذير شؤم سيحل على الدولة الكردية المزعومة، والأهم من هذا ماذا سينتج لنا الإستفتاء القادم، وماهو وضع كركوك والمناطق المتنازع عليها، وما هو قرار الحكومة الإتحادية حيال هذا الامر؟
رضوان العسكري