نشر موقع "لوفير" الاميركي تقريرا بعنوان "عزل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهده محمد بن نايف، وعين بدلا منه ابنه المدلل الأمير محمد بن سلمان ليكون وريثا واضحا للعرش".
وبحسب التقرير فلم يكن أي ملك قد عزل ولي العهد من قبل، ولكن سلمان قد فعل ذلك مرتين في عامين فقط.
وأضاف التقرير الأمريكي.. في الواقع كان للمملكة العربية السعودية ستة ولاة عهد في السنوات الست الأخيرة: توفي اثنان في المنصب (سلطان ونايف)، والملك الحالي (سلمان)، وتم تعيين اثنين ثم عزلا هما مقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، والآن محمد بن سلمان وليا للعهد، مما يؤكد دخول المملكة في مرحلة انتقالية واضطراب، وعدم الاستقرار النظام، خاصة وأنه ما كان واضحا في خط الخلافة ويمكن التنبؤ به، أصبح لا يمكن التنبؤ به اليوم.
مسألة عائلية
وأضاف الموقع الأمريكي في التقرير أنه طوال 6 عقود كان خط الخلافة في المملكة أفقيا بين أبناء مؤسس المملكة الحديثة. فسلمان هو نهاية خط الملوك الذين يمكن أن تتبع شرعيتهم إلى ابن سعود مباشرة. وسيتعين على محمد بن سلمان تأسيس شرعيته الخاصة في الوقت الذي تواجه فيه المملكة تحديا اقتصاديا حادا من انخفاض أسعار النفط والمنطقة في حالة اضطراب هائلة. فالعائلة المالكة السعودية رغم أنها من الناجين، لكنها في حالة عاصفة شديدة.
والسؤال المطروح الآن: هل يتنازل الملك عن العرش ويحول السلطة إلى الابن الذي يثق به بوضوح؟ وقد أثارت الصحف هذه الإمكانية بقوة. وقد أعطى الملك سلمان بالفعل ابنه قوة غير مسبوقة. لقد حظي بالسيطرة على الجيش، والاقتصاد بما في ذلك صناعة النفط، وحتى السيطرة على الأعمال والترفيه.
وقد شغل منصب وزير الخارجية بحكم الأمر الواقع خلال العامين الماضيين، وقام بجميع الزيارات الهامة في مجال السياسة الخارجية، بما في ذلك القيام بزيارة تاريخية للرئيس دونالد ترامب إلى المملكة. ومن المفترض أن يمثل المملكة العربية السعودية في اجتماع مجموعة العشرين في هامبورغ.
ويبلغ الملك سلمان 81 عاما ويعاني من مرض ما قبل الخرف. وقد كان مشغولا جدا هذا العام فى رحلة استمرت شهرا كاملا إلى ماليزيا وبروناى وإندونيسيا والصين واليابان بالإضافة إلى حضور القمة العربية فى الأردن واستضافة ترامب و50 من الزعماء المسلمين. لذلك على ما يبدو هو قادر على أن يكون في السلطة لبعض الوقت لكنه بدون شك ليس الحاكم الفعلي للمملكة اليوم.
تحديات الجوار
انخفاض أسعار النفط جعل الاقتصاد السعودي ضعيفا، خاصة وأن المنطقة في حالة من الاضطراب، خاصة وأن الحرب في اليمن التي بدأها الملك سلمان وابنه على نحو طائش ومتهور هي مستنقع مكلف لا تبدو له نهاية في الأفق. فالحرب التي دامت عامين ونصف العام في اليمن نتيجة لسياسة ابن سلمان المتهورة، فالسعوديون غارقون في مستنقع له عواقب وخيمة على الرياض. وبالنسبة لليمنيين جلبت الحرب مجاعة جماعية وسوء تغذية.
وقد انتشرت الكوليرا، ويموت طفل كل عشر دقائق نتيجة الحرب. وهناك سبعة ملايين شخص معرضون لخطر شديد. وقد وصفت الأمم المتحدة الأزمة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
كما أن ابن سلمان أيضا هو من يقف وراء الخلاف السعودي مع قطر. وقد أقحم مجلس التعاون في خلافات ومعارك واسعة.
تساؤلات تلوح في الأفق
وهكذا، هناك تكهنات بأن سلمان سوف يتقاعد ويتنازل عن العرش، ويسلم السلطة إلى ابنه. وهناك سابقة تخلى فيها الملك سعود عن العرش في عام 1964، ولكن سعود فعل ذلك بعد صراع على السلطة لمدة عقد من الزمان مع شقيقه فيصل.
ومن المفترض أن يجري هذا السيناريو طوعا بين الملك وابنه، لكن عملية الخلافة غير مكتملة اليوم. ولكن ما يعزز فرص محمد بن سلمان في تولي العرش أن الملك لم يعلن حتى الآن اسم نائب ولي العهد القادم، ومن المستبعد جدا اختيار شخص أقدم من محمد بن سلمان لهذا المنصب. والمسند الضروري للتنازل عن الملك لابن سلمان اختيار الملك لنائب ولي العهد ليكون خلفا مفترضا لابنه.
وكان المرسوم الملكي الذي أطاح بمحمد بن نايف جاء بلغة غامضة حول ضمان عدم اقتصار خط الخلافة الملكي على فرع واحد من بيت سعود. ومن المفترض أن يكون الخط الحالي للأب والابن لمرة واحدة، ولن يتكرر. وبطبيعة الحال، يمكن للملوك تغيير المراسيم فهي ليست قيدا قويا.
المصدر: وطن