سيناريوهات عديدة تنتظرها الساحة اليمنية، بعد تأكيد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، اليوم الإثنين، على يد جماعة الحوثيين "أنصار الله".
استمرار الحرب
أول هذه السيناريوهات، هو استمرار الحكومة الشرعية بدعم من التحالف العربي في عملياته ضد الحوثيين، فقد وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الإثنين، ببدء عملية عسكرية تحت اسم "صنعاء العروبة"، تتجه للعاصمة لتحريرها من الميليشيات الحوثية، بينما أعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، أن الرئيس هادي سيصدر عفوًا عاما عن كل من يقطع تعاونه مع الحوثيين.
وتهدف عملية صنعاء العروبة إلى إنهاء سيطرة الانقلابيين الحوثيين على العاصمة اليمنية، فيما تشتد المعارك بصنعاء بين ميليشيات الحوثي وقوات المؤتمر الشعبي العام الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
كما أكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أن المملكة تقف دوما مع الأشقاء في اليمن مهما حدث مما وصفها بـ"جرائم حوثية".
وقال آل جابر، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "دوما المملكة مع أشقائنا اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وما قام به الحوثي من غدر ونقض للعهود جزء من تربيته الإيرانية".
صراع قبلي
مقتل على عبد الله اعتبره جماعة عبد الملك الحوثي ثأرا لمقتل السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة.
وقد وصف زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي، الإثنين، اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، باليوم "الاستثنائي والتاريخي".
ودعا زعيم الحوثيين لمسيرة كبرى في صنعاء الثلاثاء، أطلق عليها "شكرا لله" بعد مقتل الرئيس اليمني السابق.
واعتبر الحوثي مقتل صالح بأنه يوم تاريخي، يؤكد على إذكاء حالة الثأر داخل البيت اليمني، فإن بيت "علي صالح" وقبيلته "سنحان" لن تسكت عن حق الثأر بعد مقتل صالح والتمثيل بجثته، ما يعني فتح حرب "دماء ثأرية" بين الحوثيين وبيت "صالح".
وفي حساب شخصي على «فيس بوك» منسوب لصلاح نجل على عبد الله صالح، دعا الشعب للثأر: «يا شعب يا شعب الثأر الثأر، ولعن الله من جلس ببيته بعد الآن، ثأر أبي ثأر كل يمني، قاتلوهم أينما وجدوا، تحركوا رحمة الله تغشاك يا أبي».
وقال السياسي فاروق حمزة، رئيس تجمع أبناء قبيلة عدن، في تصريحات صحفية: «علي عبد الله صالح ختم حياته بتوجيه أعضاء ومناصري حزب المؤتمر الشعبي العام إلى الوجهة الصحيحة، وهي مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية والانتصار للجمهورية، واستشهد بعد أن دشن بنفسه معركة تحرير صنعاء من جبروت طهران».
التقسيم والفيدرالية
السيناريو الثالث هو انفصال اليمن، وعودته إلى ما قبل 1990، ليعيد الجنوبيون تأسيس اليمن الجنوبي، ويبقى الشمال تحت حكم الحوثيين، وهذا السيناريو مرتبط بعدم وجود الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في الحكم.
أكد نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، هاني بن بريك، أن أحداث صنعاء تؤكد أهمية تمسك وإصرار الجنوبيين على إعادة إعلان دولتهم في الجنوب.
وقال بن بريك في تغريدة له على "تويتر": "ما يجري في صنعاء يجب أن يجعلنا في الجنوب أشد إصرارا وتمسكا بحقنا في استعادة دولتنا، ولن يكون هذا منالا حتى نلتف حول ممثل شعب الجنوب الوحيد المجلس الانتقالي".
وأضاف: "وحدة الجبهة الداخلية الجنوبية خلف المجلس الانتقالي كفيلة بتحقيق أماني وطموحات الجنوبيين من المهرة حتى باب المندب".
فيما يرى مراقبون أن هادي قد يدشن مشروع الأقاليم الستة التي أعلن عنها في فبراير 2014، حيث تم إعلان الجمهورية اليمنية رسميًا "دولة اتحادية" تضم ستة أقاليم، بناءً على قرار اللجنة التي قرر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيلها في وقت سابق من العام الجاري، وبعد مناقشات وحوارات حول خيارين، أحدهما يتضمن ستة أقاليم، أربعة في الجنوب واثنين في الشمال.
الحوار مع السعودية
السيناريو الأخير، هو فتح جماعة الحوثيين حوارا مع السعودية عبر وسيط دولي قد يكون روسيا، وهو سيناريو غير مستبعد مع تصريحات حوثية تشير إلى هذا الاتجاه.
وأكد القيادي في جماعة الحوثيين (محمد البخيتي)، أن الجماعة مستعدة للحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
وقال البخيتي، عضو المكتب السياسي في الجماعة لصحيفة "الرأي الكويتية": "نعم نحن مستعدون للحوار، وطالبنا الحكومة السعودية بالحوار المباشر من أجل إتاحة المجال للعودة لطاولة الحوار؛ لإيجاد حل لسد الفراغ في السلطة التنفيذية في اليمن، واختيار رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية تستوعب كل المكونات السياسية".
وأضاف في هذا الصدد إن "ما يحدث في اليمن هو نتيجة غياب الحل السياسي، فلا يمكن التوصل لوقف إطلاق النار إلا في حالة الاتفاق على حكومة واحدة وليس حكومتين، إحداهما في صنعاء والأخرى في عدن"، لافتًا إلى ضرورة "أن تكون هناك عملية سياسية توافقية تستوعب الجميع".
وكالات