لا ينكر الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة وتغير التوازنات لكونها تمتلك القوة العسكرية من جانب وتحالفها مع الروس الذي يعتبر بمثابة قوة إضافية لها وكذلك إيران تتميز بسياسة وهي أنها لا تواجه مباشرة وهذا الشيء الذي جعلها واقفة على أقدامها إلى هذا اليوم رغم أنها في الظاهر العدو اللدود للأميركان لكن لم تكن لهم هناك أي مواجهة مباشرة على مر الزمن فبعد أن احتل الأميركان العراق واسقطوا النظام السابق فهنا إيران تحركت بقوه لتحمي نفسها وتجعل من العراق ساحة للصراع بدل أن يقترب العدو منها وفعل نجحت بان تجند فئات مختلفة من ميليشيات وساسة أوصلتهم ألى مواقع مرموقة في البرلمان والحكومة ليكونوا أعيناً لها وحركة الجميع وأصبح العراق ساحة لكل الصراعات المختلفة من طائفية وقبلية ومذهبية وقتل الناس وهجرت وهاجرت وتركت الأوطان طالبة للأمن والأمان وطمع بالعراق الجريح كل الأعداء من قاعدة وداعش وغيرها وبعد أن قضى على كل هذه الحركات والتنظيمات وأصبحت الدعوات إلى عروة العراق و إلى انتمائه الوطني وأصبح القرار الوطني والدولي إلى إخراج إيران من اللعبة وبنفس الوقت محاسبة كل من يعمل لها وهنا إيران فقدت جزء مهم وساحة صراع تستغلها لبعد الصراع عنها وقبله خسرت سوريا الحليف القديم والذي مر بظروف لا تختلف كثيرا عن ظروف العراق من حيث الدمار والقتل والتهجير فلم يبقى لإيران إلا اليمن الذي اختلت فيه التوازنات حي خسر أتباع إيران الحوثيين حليفهم القوي والذي يسانده الكثير من الجيش اليمني والحرس الجمهوري والذي يعتبر من قوات النخبة اليمنية والذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي قام باغتياله وقتله اليوم بكمين مدبر وهذا التصرف الذي أجج الوضع على الحوثيين وأصبح وضعهم بخطر وهنا إيران سوف تخسر آخر أجنداتها في المنطقة ويكون مصيرها كمصير حلفها في الأيام القادمة لأنها سوف تضطر أن تباشر بالمواجهة بنفسها وحينها لا يمكن أن تصمد أمام المد الدولي الذي يتحيل الفرص لهذا الأمر وسوف يكون مصير حكوماتها كمصير حكومة العراق السابقة !!!
صلاح العبيدي