عندما يضع التكفير الدموي قناع الدين والتوحيد يكون من الصعب جداً التمييز بينه وبين الحق لتشبهه بالحق وخير شاهد على ذلك هو الفكر التيمي المتطرف الذي وضع قناع التوحيد والإقتداء بالسنة وبمنهج الخلفاء والصحابة حتى سادت شبهته على جميع المسلمين وصار الكل تقريباً منقاداً لهذا الفكر المتطرف الدموي فصارت لغة العنف والقتل وسفك لدماء هي السائدة وما يدمي القلب إنها تمارس تحت عنوان سنة رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " والخلفاء والصحابة " رضي الله عنهم " لكنها في الحقيقية بعيدة كل البعد عن منهج وخط الخلفاء والصحابة لكن آلة المكر والخداع شوهت تلك الصورة الإسلامية المشرقة للرعيل الأول من قادة الإسلام...
ولهذا كان من الضروري أن نميز بين خط التكفير وخط الصحابة كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي الذي اثبت بتصديه للفكر التيمي الخاسر والزائغ، وبما قدمه من نتاج علمي رصين استطاع وبجدارة إن يفند كل ما اكتنزه ابن تيمية الحراني من أساطير وخزعبلات وثنية وبالحجة الدامغة ، أن الفكر لديه صنعة موثقة بدقة ثقافته العقائدية والتاريخية ، التي تركت آثارها الواضحة بحجم ذائقته الفكرية المتينة وفيض منجزه العلمي الحصين وامتلاكه موسوعة أصولية وفقهية وعقائدية وتاريخية وفلسفية وأدبية متماسكة ، أثبتت الريادة والعمادة على الساحتين العلمية والوطنية الذي نبه من خلالها إلى ضرورة تفقه المجتمع عقائديا وتاريخيا وإنشاء ذائقة فكرية مجتمعية حديثة وعصرية تدعو إلى ابتكار الأساليب والأفكار الناجعة لتصل من خلالها رسالة موجبة وواضحة إلى أصحاب الفكر التيمي ورموزه مفادها : إنكم وفكركم إلى زوال.
حيث يقول المحقق الأستاذ الصرخي في إحدى محاضراته ((من الإنصاف أن نضع القواعد العامة التي تنطبق على الجميع، المرجعيات والأصول الفكرية والحوارية والعلمية لكي يكون النقاش والحوار وتقبل النقاش والحوار والاحتجاج يكون تامًا، لكن كيف يقبل التيميّة بهذا؟ من أين عندهم الرموز؟ ليس عندهم الرموز، فارجعوا إلى دولة الدواعش، كل القتل والإجرام الذي يفعل الآن، كل الفكر التقتيلي الآن، كل سفك الدماء الذي يحصل الآن، كل منكم يجري استقراءً: ما هي الأفكار التي يحقن بها هذا المغرر به القاتل؟ هل أفكار الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه أو عمر رضي الهف عنه، أو عثمان فضلًا عن أهل البيت سلام الله عليهم؟ لا يوجد. هل أفكار أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل؟ لا يوجد، لكنها أفكار ابن تيميّة، هذا هو الحاصل، هذا هو الواقع، فعندما نتعامل مع أفكار ابن تيميّة؛ لأنها هي القاتلة، ليس منهج عمر ولا منهج أبي بكر، ولا منهج عثمان ولا منهج أئمة المذاهب هو مذهب التقتيل والتكفير، لا ليس منهجهم... بل هذا منهج التيميّة إنه منهج التيمية يحقن أفكار المغرر بهم بالتكفير والقتل والترويع والإرهاب..))..
فما يضعه المفكر الكبير والمحقق الأبرع والأستاذ الصرخي من أسس علمية خصوصاً في محاضرات وبحوث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) وبحوث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") وضعت الحد الفاصل والبرزخ الذي عزل المنهج التيمي التكفيري الدموي القاتل عن منهج وخط الصحابة والخلفاء رضي الله عنه ونزع عن هذا الفكر الدخيل قناع السنة والتوحيد الذي خدع به المسلمين وهذا ما يؤكد بأن الفكر التكفيري ورموزه إلى زوال.
بقلم : نوار الربيعي