الكل يريد له موضع قدم والكل يطمح للهيمنة واستغلال الظروف المتاحة له حتى يتخذ له مركزاً إستراتيجياً وهنا أقصد الجميع وكل الرؤوس التي بيدها خيوط اللعبة ومن له الأمر والإشارة بما يحصل بالمنطقة على العموم لكونها رغم ما تعيشه تلك القوى من اختلاف وتناحر وتسابق إلا أنها كل هذا الخلاف مصلحي يأتي ويزول حسب المصلحة ونرى الجميع من هؤلاء يتطلع على العراق بشغف وخاصة بعد أن فقد العراق هيبته ومكانته العالمية وخاصة بعد سقوط النظام الدكتاتوري على يد المحتل ووصول من هب ودب إلى دفة الحكم من أتى جزء منهم بدعم المحتل وآخر بدعم إيران وآخر بدعم السعودية وغيرها والكل عمل وسعى لتحقيق طموحات أسياده فجعلوا من العراق ساحة مفتوحة لكل الصراعات الطائفية والدينية والعنصرية وتصفية للحسابات بين الدول المتصارعة على العراق وكل هذا حصل بسبب ساسة الفساد الذين أشرنا إليهم وعندما التفت أبناء العراق إلى حجم هذه المؤامرة التي تقودها دول كبرى مع صمت من المرجعيات الكهنوتية التي تخلت عن كل شيء والتحقت بفلنتين. وهنا كان ردت الفعل واضحة من تلك الدول والقوى ضد تلك الانتفاضة البيضاء فحركت أذنابها لأجل النيل من هذه التظاهرات وتغيير مسارها الحقيقي فقاموا بركوب الموج والقيام باعتصامات وتظاهرات هنا وهناك في بوابة الخضراء وفي داخل البرلمان واقتحامها واعتصامات وتظاهرات على الوزارات وكل هذه من ضمن ما تخطط له الدول الكبرى التي لا تريد أن تخسر نفوذها وأن تحافظ على أمنها القومي وقد أشار إلى هذا الأمر المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في استفتائه الموسوم ( أميركا والسعودية وإيران....صراع في العراق) بقوله : (ذكرنا سابقاً أن ما يحصل من تظاهرات واعتصامات يرجع إلى التغرير والتخدير وتبادل الأدوار فلا نتوقع منها أي إصلاح، فراجع ما ذكرناه في موضعه..... القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير إلى:
أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.
ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت ايران في تحقيق غايتها إلى حدٍّ كبير.
جـ ـ أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات أقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.......) فكل هذه الأصوات والصيحات ما هي إلا لأجل التغرير وكسب الوقت وحتى لا يحصل الإصلاح الحقيقي الذي تدعو له القوى الوطنية وإلى البرامج الإصلاحية والتي فيها الخلاص وخاصة ما أطلقه المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني من مشروع خلاص قبل عدة أشهر والذي من أهم بنوده هي حل الحكومة الحالية والبرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة من العناصر الوطنية حتى تحقيق التحرير الكامل وكذلك إخراج جارة البؤس إيران من اللعبة نهائياً لكونها الأشرس والأخطر بقوله : (....حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .. إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ....)
رابط استفتاء أميركا والسعودية وإيران....صراع في العراق
رابط مشروع الخلاص
بقلم ضياء الراضي