بعد مرور نحو 50 يوماً على احتجاز السلطات السعودية العديد من رجال الأعمال والأمراء، في إطار حملة مكافحة الفساد، لايزال فندق “ريتز كارلتون- الرياض” أسير هذه الاعتقالات, فالفندق الذي تم اختياره لاحتجاز الأمراء، ورجال الأعمال، قد أعلن إلغاء الحجوزات الفندقية، وقدم اعتذاراً إلى العديد من النزلاء بعد إخلائه دون سابق إنذار.
وبحسب مواقع الحجز الإلكتروني، ومنها Trivago، وBooking، وغيرها، تم حجز الفندق لمدة شهر، أي حتى بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، حيث قام موقع “العربي الجديد”-كما قال-، بمحاولة لحجز غرفة في الفندق عن طريق هذه المواقع، وتبين حينها أنه لا يوجد أي حجز حتى تاريخ الأول من ديسمبر.
اليوم، وبعد مضي نحو 50 يوماً، حاول “العربي الجديد”، حجز غرفة في الفندق، وفق المواقع أعلاه، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، حيث تبين أن الفندق محجوز بالكامل حتى الأول من آذار/ مارس 2018، ما يعني أن السلطات السعودية، مددت فترة حجز الفندق بالكامل، 3 شهور إضافية.
وعليه، فإن السلطات السعودية، ملزمة بدفع حجوزات أكثر من 492 غرفة، بالإضافة إلى الأجنحة الملكية، فترة إضافية أخرى، ما يرتب عليها أعباء مالية إضافية، في ما لو تم اعتقال الأمراء، ورجال الأعمال ووضعهم في السجون العادية.
وبحسب تقرير نشره موقع “العربي الجديد”, كشف فيه التكلفة المادية التي ستدفعها السلطات السعودية مقابل الإقامة الفاخرة التي يحظى بها المعتقلون:
تكلفة خيالية
بعدما تحول الفندق العالمي “الريتز كارلتون- الرياض” من فندق ومنتجع سياحي ذات 5 نجوم، إلى سجن فاخر، يبدو أن التكاليف المادية التي تتكبدها السلطات السعودية كبيرة أيضاً، إذ تبين من خلال أسعار الحجوزات بأن الغرف المحجوزة تصل تكاليفها في الليلة الواحدة إلى 494 دولاراً، وترتفع تدريجياً إلى 7000 دولار بالنسبة إلى الأجنحة الملكية.
ويحتوي الفندق على 5 أجنحة ملكية، بحسب ما تبين في مواقع الحجز، أما بالنسبة إلى الأجنحة التنفيذية، والغرف المزدوجة، والغرف المنفردة، فتصل إلى 485 غرفة تقريباً.
ويمكن احتساب التكاليف التي تتكبدها السلطات على الشكل التالي: معدل الأسعار شاملاً الغرف، والأجنحة التنفيذية، يصل إلى ما يقارب 800 دولار يومياً، ما يعني أن تكلفة 487 غرفة تصل إلى 389 الف دولار يومياً، بالإضافة إلى 5 أجنحة بتكلفة 35 ألف دولار، ما يعني أن حجز الفندق بالكامل يومياً، يصل إلى 425 الف دولار تقريباً.
وعلى هذا الأساس، فإن تكلفة الإقامة لمدة 4 أشهر تقريباً، من 4 نوفمبر/تشرين الثاني، حتى الأول من مارس/ آذار المقبل، وفق ما هو ظاهر في مواقع الحجز الإلكترونية، تصل إلى 51 مليون دولار، إذ إن السلطات السعودية، تدفع شهرياً 12.750 مليون دولار، وهي تكلفة الإقامة دون احتساب الطعام.
أما في حال احتساب الوجبات في المطاعم الأربعة الموجودة في الفندق، فإن التكلفة تصل إلى إلى ما يقارب 20 ألف دولار يومياً، إذ إن سعر الوجبة في مطعم الأرجوان، تصل إلى 325 ريال سعودي، ما يقارب 86 دولارا.
أما مطعم azoura، فيصل سعر الوجبة فيه إلى 300 ريال ما يقارب 80 دولارا، أما المطعم الصيني الأبرز عالمياً، هونغ، فإن تكاليف الطبق تتخطى 300 ريال، حيث تصل أسعار بعض الأطباق إلى أكثر من 600 ريال، ما يقارب 160 دولارا.
وإن أردنا تقديم الطعام إلى نحو 200 معتقل، بمعدل 100 دولار فقط لكل معتقل، فإن التكلفة تصل إلى 20 ألف دولار يومياً، ما يعني أن التكاليف تصل شهرياً إلى 600 ألف دولار، وخلال أربعة أشهر، تصل إلى 2.4 مليون دولار. ناهيك عن التكاليف الأخرى، سواء الطبية وغيرها، والتي لا يمكن معرفة تفاصيل تكاليفها.
وحسب الأرقام، فإن التكاليف الشهرية التي تدفعها السلطات السعودية، تصل إلى 13.350 مليون دولار، ما يعني أنه خلال أربعة أشهر، ستدفع نحو 53 مليون دولار، وهو رقم ربما، يضع العديد من علامات الاستفهام، حول أساليب مكافحة الفساد.
يذكر أن هذا الفندق، يعد من أهم الفنادق في مدينة الرياض، خاصة أنه يقع في أحد أبرز المناطق الفاخرة، غربي الرياض، في منطقة الهدا، طريق مكة، ويتميز الفندق بموقعه الاستراتيجي بالقرب من مؤسسات الدولة.
وكالات