في موقع للتواصل الاجتماعي نشر احدهم موضوع لطيف يتحدث عن روح الأنتماء للبلاد ونشر بذور الحب والسلام والخير والسعادة على أرض الوطن ,ومن بين التعليقات كان هناك تعليق لأحدهم قال فيه " انتم يا اتباع الطائفة الفلانية لقد دمرتم البلاد والعباد " وصار يكفّر ويسب ويشتم بأتباع الطائفة الأخرى ..والواضح من كلامه انه كان ينتمي لغير طائفة الناشر.
نرد هنا ما الزمتنا به الرسالة السماوية الخاتمة من نهج اخلاقي وفكري وسطي معتدل دون مغالات او تساهل بل ما حمتله تلك الرسالة من شعار الوسطية والأعتدال بعيدًا عن التطرف يميناً وشمالا..
ومثلما وجد الإنصاف والتوسط في الممارسات اليومية للحياة الإنسانية من عبادة او طعام وشراب او انفاق , كذلك وجد في التعامل مع الديانات والشرائع السماوية الاخرى قال تعالى (( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) 8الممتحنة
فوضحت تلك الآية الكريمة النهي والمنع عن إضطهاد وقتال اهل الكتب السماوية ماداموا يركنون للسلم وحسن المعاملة وابتعادهم عن نشب العداوة والبغضاء سواء في تعاملهم مع المسلمين او تأجيج الفتن بين المسلمين أنفسهم .
يبقى الأهم من ذلك ,هو مايتحمله الإسلام من نعرات ونزاعات بين أبنائه . فأول العبارات والتساؤلات التي نتلقاها في المجالس والمحافل او الإجتماعات هي .. من اي طائفة انت ؟! والى اي جهة تنتمي ؟! هل انت من ابناء السنة ؟! ام انت شيعاً ؟! ولابد للكثير منا قد واجه أتباع العقول المريضة التي لاترضى إلا بالتعصب والتشدد , فتجده يختصر طريق الحوار والنقاش الفكري والعقلي امامك ليصل بك الى قمة التكفير والاخراج عن الدين ,لمجرد الإختلاف معه في بعض الأمور والقضايا , متناسيًا القوانين الإلهية والعلاقات الإجتماعية التي وضعت لزيادة التواصل والتلاحم بين ابناء بين بني البشر بكافة جنسياتهم واطيافهم ومعتقدتهم قال الله عز وجل في محكم كتابه (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) الحجرات 13
فكيف بمن هم من نفس الدين والملة يجمعهم نبي واحد وعبادة واحدة وقبلة واحدة وكتاب واحد يتركون كل ذلك خلفهم ويعتدون على بعضهم البعض بالإتهامات والتكفير والقتل واباحة الدماء .الم يتميز ديننا الحنيف بالوسطية والإعتدال ؟! حاشى لرسول الله واهل بيته الأطهار وصحبه الأخيار ان يكون هذا منهجهم البغيض .
.وفي إشارة رائعة للستاذ المحقق الصرخي الحسني يخاطب عقول المنصفين المنتهجين الوسطية والاعتدال ينبذ فيها الطائفية المقيتة حيث يقول (لنعمل على تحرير العقل بغضّ النظر عن المذهبية و #الطائفية
لينتهج السنّي منهج التشيع ويكون شيعيًا وينتهج الشيعي منهج التسنن ويكون سنيًّا، ماذا يضرّك وماذا يضرّني؟ كلنا سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، لكن حرر العقل، ليكن الشيعي سنيًا ويحترم أهل البيت ويحترم أتباع أهل البيت، وليكن السنّي شيعيًا ويحترم الصحابة ورموز الصحابة ويبتعد عن الفسق والسبّ والفحش واللعن، كما أنّ الشيعي عندما يكون سنيًا ويصير سنيًا ليبتعد عن الاتهامات الفارغة والفحش والسبّ والتكفير وإباحة الدماء وسفك الدماء والأعراض والأموال، لنعمل على تحرير #العقل، تحرير #الفكر بغضّ النظر عن المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية والقومية )
حتى وان كانت هناك خلافات في بعض الأمور فيمكن حلها بالنقاشات الفكرية العقلائية التي تعتمد على الدليل العلمي والأخلاقي بعيداً عن التعصب والتشدد بل بسلوك الطريق والمنهج الذي يرتضيه لله ورسوله والمؤمنون .فلا بغض ولا عدوان ولاتنازل ولا خذلان بل منهج وسطي معتدل .
شهد أحمد السعدي