سجل 54 هدفاً وحسم مباراتي كلاسيكو لصالح برشلونة في عقر دار ريال مدريد على إستاد سانتياغو برنابيو، وتزوج، وأنقذ المنتخب الأرجنتيني، ووقع عقداً جديداً ضخماً مع برشلونة.
هكذا اختتم الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة 2017 بكثير من الإثارة لكن بلا ألقاب كبيرة.
وألقى ميسي بكلمة الختام على مسيرته في 2017 بعرض رائع في "سانتياغو برنابيو" قاد من خلاله برشلونة للفوز على منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد 3-0 في الجولة 17 من الدوري الإسباني، ليكون الكلاسيكو الثاني الذي يحسمه ميسي لصالح برشلونة في معقل الريال خلال هذا العام.
والآن، بدأ ميسي عطلته الشتوية ليغيب عن ممارسة عمله الكروي حتى 2 يناير (كانون الثاني) المقبل، على أن يعود بعدها مباشرة لأداء تدريباته مع برشلونة.
ومن حيث الألقاب، أنهى ميسي 2017 في ظلال منافسه العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي فاز مع فريقه ريال مدريد بـ5 ألقاب في الدوري الإسباني وأبطال أوروبا وكأسي السوبر الأوروبي والإسباني، وكأس العالم للأندية.
كما توج رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في استفتاء مجلة "فرانس فوتبول" وجائزة أفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) .
وفي المقابل، اقتصرت ألقاب ميسي في 2017 على لقب كأس ملك إسبانيا، وجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا.
وداعاً 2017 في انتظار 2018، هذا العام الذي يحظى بأهمية كبيرة لـ"البرغوث" ميسي، إذ سيشهد فرصة جديدة لميسي في بلوغ آفاق جديدة مع برشلونة، لكن شيئاً آخر يظل أكثر أهمية.
إضافة لقب جديد في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا مع برشلونة، لن يغير مكانة ميسي في تاريخ كرة القدم، وإنما سيكون "البرغوث" بحاجة إلى الفوز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم في 15 يوليو (تموز) المقبل.
ويخوض المنتخب الأرجنتيني فعاليات المونديال كأحد المرشحين بقوة لإحراز اللقب، رغم أن الفريق كان على وشك السقوط في التصفيات، ولم يحجز مكانه في النهائيات إلا من خلال الفوز على الإكوادور في الجولة الأخيرة من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية.
وكان هذا اليوم، 10 أكتوبر (تشرين الأول) من أفضل الليالي بالنسبة لميسي في 2017.
وسجل ميسي الأهداف الـ3 "هاتريك" لفريقه في هذه المباراة لينقذ راقصي التانجو من كارثة.
وقبل شهور قليلة، افتقد برشلونة للنسخة الفتاكة من ميسي في مسيرة الفريق بدوري الأبطال.
ورغم هذا، قلب الفريق هزيمته 0-4 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ذهاب دور الـ16 إلى فوز رائع وتأهل مثير إلى ربع النهائي، حيث فاز على سان جيرمان 6-1 في مباراة الإياب بإستاد "كامب نو" ببرشلونة.
ولم يكن ميسي بالمستوى المطلوب أيضاً في مواجهة يوفنتوس بربع النهائي ليودع الفريق البطولة أمام فريق "السيدة العجوز".
وذهب لقب البطولة الأوروبية البارزة إلى الريال في نهاية المطاف، مثلما حصد الفريق لقب الدوري الإسباني رغم فوز ميسي بلقب هداف المسابقة في الموسم نفسه برصيد 37 هدفاً، وهو الرقم الذي ساعده على الفوز بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في بطولات الدوري المحلية الأوروبية.
وبشكل إجمالي، سجل ميسي 54 هدفاً في مختلف البطولات بعام 2017 مقابل 53 هدفاً لكل من البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) والأوروغوياني إدينسون كافاني (باريس سان جيرمان الفرنسي) والبولندي روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونخ الألماني) والإنجليزي هاري كين (توتنهام الإنجليزي).
ويمتلك كين فرصة لاجتياز رصيد ميسي وتصدر قائمة الهدافين في 2017، حيث يقود هجوم توتنهام في مباراة أخرى بالدوري الإنجليزي غداً الثلاثاء.
ومن بين أهداف ميسي في 2017، سجل اللاعب هدفان في "سانتياغو برنابيو"؛ وكان الأول في مباراة "الكلاسيكو" مع الريال في 23 أبريل (نيسان) الماضي، وحقق به ميسي الفوز لبرشلونة 3-2 في اللحظات الأخيرة من المباراة.
واحتفل ميسي بهذا الهدف من خلال خلع قميص اللعب ورفعه بيده ليظهر الرقم 10 أمام جماهير الريال.
وجاء الهدف الثاني في مباراة الكلاسيكو السبت الماضي، عندما قاد ميسي برشلونة للفوز 3-0 في كلاسيكو آخر شهد عودة بريق الأرجنتيني، حيث صنع أيضاً الهدف الثالث لفريقه، الذي سجله البديل أليكس فيدال.
وفي هذه المباراة، احتفل ميسي بهدفه بشكل مختلف من خلال هز قبضته.
وذكر ميسي (30 عاماً)، على حسابه في فيس بوك: "كم هو رائع أن تنهي العام بفوز مهم في الكلاسيكو.. عناق للجميع وعطلة سعيدة".
وفي عام شهد فيه ميسي معادلة رونالدو لرقمه القياسي في عدد الكرات الذهبية التي حصدها (5 كرات ذهبية)، مر ميسي بأحداث مثيرة ومشاعر سعيدة أيضاً خارج المستطيل الأخضر.
وفي 30 يونيو (حزيران) الماضي، تزوج ميسي من أنتونيلا روكوزو بمسقط رأسه في مدينة روساريو الأرجنتينية، وذلك في حفل ضخم حضره معظم زملاء اللاعب بفريق برشلونة، وفي مقدمتهم البرازيلي نيمار أحد أبرز من لعب بجوار ميسي في صفوف الفريق الكتالوني.
لكن نيمار ترك برشلونة بعدها بأسابيع قليلة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، ليفقد برشلونة أحد أضلاع مثلثه الهجومي الناري.
وبرحيل نيمار عن صفوف الفريق ، أصبح برشلونة بحاجة لأكثر من ميسي، لكن النجم الأرجنتيني نجح في تعويض الفريق وسجل 15 هدفاً في الدوري الإسباني هذا الموسم حتى الآن، كما سجل 19 هدفاً في مختلف البطولات بالموسم الحالي حتى الآن.
ولعب ميسي الدور الرئيسي في الوضع المتميز لبرشلونة حالياً بصدارة الدوري الإسباني بفارق كبير عن منافسيه.
وفي بداية ديسمبر الحالي، وقع ميسي عقده الجديد مع برشلونة، يربطه به حتى 2021 على الأقل، مع وجود شرط جزائي خيالي في العقد تبلغ قيمته 700 مليون يورو، ليؤكد هذا العقد أن ميسي هو الماضي والحاضر والمستقبل.