رغم من حالة التقشف التي تشهدها السعودية والتي تعتبر الأقسى في تاريخ المملكة بعد الهبوط المدوي في أسعار النفط ولجوءها لفرض الضرائب على المواطنين، كشف القصر الملكي في بريطانيا أن المملكة دفعت 60 مليون دولار للأمير هاري وعروسه ميغان ماركل مقابل قضائهما شهر العسل في مدينة جدة بعد زواجهما المقرر في شهر أيار/ مايو المقبل.
وقال موقع “ذا بان أرابيا إنكوايرار” الناطق باللغة الانجليزية في تقرير له نقلا عن مصادر مطلعة، إن استضافة الأمير وزوجته لقضاء شهر العسل في مدينة جدة السعودية يأتي من أجل الترويج للمملكة على أن “أبوابها مفتوحة” ومن أجل استقطاب السياح إلى البلاد.
واوضحت المصادر أن خطة قضاء شهر العسل للأمير هاري، والتي لم يتم الإعلان عنها رسمياً حتى اللحظة، تتضمن قص شريط رالي الشاحنات العملاقة بمدينة جدة، وافتتاح أول فرع لسلسلة مطاعم “هوترز” الأمريكية الشهيرة بمدينة الرياض.
ويأتي هذا البذخ في وقت تشهد فيه السعودية تقشفاً مالياً غير مسبوق فرضه ولي العهد محمد بن سلمان في العامين الأخيرين وطال كافة القطاعات الحيوية في البلاد، وهي إجراءات أدت الى خفض العلاوات والإعانات الحكومية لقطاع واسع من المواطنين السعوديين إضافة إلى تقليص الإنفاق وتسريح أعداد من الموظفين وفرض ضرائب ورسوم جديدة وغير مسبوقة طالت كافة سكان المملكة سواء من المواطنين أو الوافدين المقيمين.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قد كشفت مؤخرا أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اشترى سرًّا قصر لويس الرابع عشر، الذي وصف بأنه “المنزل الأغلى بالعالم”، مقابل أكثر من 300 مليون دولار، ورغم إتمام الصفقة عام 2015، لكن مؤخرًا فقط عرفت هوية المشتري.
وذكرت “تايمز” في تقرير لها: “حين بيع قصر لويس التاسع عشر بأكثر من 300 مليون دولار قبل عامين، وصفته مجلة “فورتشن” بأنه أغلى منزل في العالم، كما سلطت مجلة “تاون & كانتري” الضوء على نافورته الذهبية، وتماثيل الرخام، والمتاهة التي تمتد على 57 فدانا مشكِّلةً حديقة تتزين بالمناظر الطبيعية، غير أن هوية المشتري ظلت غير معروفة حينها، قبل أن يتضح حاليًا أن ولي العهد السعودي وراء عملية الشراء”.
وأضافت الصحيفة أن عملية الشراء التي تمت في عام 2015، جاءت ضمن عدة عمليات استحواذ باهظة شملت يختًا بقيمة نصف مليار دولار، ولوحة ليوناردو دافينشي بقيمة 450 مليون دولار، رغم دعوته للتقشف المالي.
وقالت الصحيفة إنها توصلت لذلك من خلال مجموعة من المقابلات والوثائق، ضمت شركة “وودونيت” المالية، ومحاميا في دوقية لوكسمبرج، وعددا من أغنياء مالطة، بالإضافة إلى كيم كارداشيان التي سعت لإقامة زفافها في القصر على كاني ويست، لكن ملكية القصر تمت تغطيتها بواسطة مجموعة من المحامين والمحاسبين عبر شركات وهمية في فرنسا، بينما تعود الملكية الحقيقية لشركة سعودية يديرها الأمير محمد بن سلمان.
ولفتت إلى أن القصر يحتوي على 15 ألف ورقة من الذهب، وأيضا على 10 غرف نوم، وقاعتين للرقص، وغرفة للتأمل، وأحواض سباحة داخلية وخارجية، وملعب إسكواش، وصالة رياضية، ومسرح وسينما، وملهى ليلي خاص، وقبو للخمور، وتمثال لويس الرابع عشر المصنوع من رخام الكرارا التركي.
وكانت الصحيفة نفسها قد كشفت في وقت سابق عن أن ولي العهد السعودي هو المشتري الحقيقي للوحة “سلفادور مندي”، أو “مخلص العالم” أغلى لوحة في التاريخ، بقيمة 450 مليون دولار، عن طريق وسيط له وهو الأمير بدر آل سعود.
كما سبق أن كشفت “نيويورك تايمز” أيضا في أكتوبر 2016، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اشترى يختًا بـ 550 مليون دولار، في الوقت الذي تفرض فيه المملكة حالة التقشف العام على المواطنين.
وقالت الصحيفة إن الأمير السعودي اشترى يخت “سيرين” من يوري شيفلر (ملياردير الفودكا الروسي) أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا، وأرسل مساعده وأنهى الصفقة في غضون ساعات.
وذكرت الصحيفة أن “يوري”، المالك الأول، ربح في الصفقة مع محمد بن سلمان ما لا يقل عن 200 مليون يورو، حيث كان سعره “330 مليون دولار.