ستنتهي في 19 كانون الثاني/يناير فترة الثلاثين يوماً التي حددها التحالف الذي تقوده السعودية والتي تم تخفيف تدابير الحصار خلالها. يؤدي هذا إلى وجود حالة من عدم اليقين على نطاق واسع حول ما سيحدث بعد ذلك، مما يترك الملايين من الشعب اليمني معلقين في الميزان.
وفي هذا الصدد يقول معتصم حمدان، مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: " ما بدا على الورق أنه سيكون سياسة جيدة لتخفيف الحصار لم يفعل سوى القليل جداً لخفض أسعار المواد اليومية الأساسية مثل الوقود والمواد الغذائية. إن عدم الاستقرار الناجم عن سياسات التحالف التعسفية بحيث يغلقون الموانئ يوماً ويعيدون فتحها في يوم آخر يزيد من حدة المشاكل بالنسبة للسكان اليمنيين ويترك شركات الشحن والمستوردين والبائعين دون ضمانات بأن الميناء سيبقى مفتوحا، مما يعمل على الحفاظ على التضخم بحيث يصعب على معظم الشعب اليمني تحمّل تكاليف شراء الغذاء.
مع اقتراب نهاية الفترة المحددة، يجب أن يستمر تسليم البضائع التجارية إلى موانئ اليمن في البحر الأحمر، كما ويجب فتح الموانئ بشكل دائم. في حين وصلت أطنان من المواد الغذائية والوقود إلى الموانئ في الأسابيع الأخيرة – وهي أول الإمدادات التجارية التي تصل بعد حصار دام 45 يوماً على اليمن – لا يزال 17.8 مليون شخص يكافحون من أجل توفير ما يكفي من الطعام كل يوم، وهناك 8.4 مليون يمني معرضون لخطر الوقوع في المجاعة.
واستناداً إلى بيانات لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش عام 2017، فقد تم تصريف 1.69 مليون طن من الوقود في موانئ الحديدة ورأس عيسى خلال العام، وهو ما يقارب ثلث الحجم المطلوب وصوله إلى هذه الموانئ لتلبية الاحتياجات، وفق حسابات المجلس النرويجي للاجئين. وبالإضافة إلى ذلك، تؤدي القيود البيروقراطية المستمرة التي تفرضها أطراف النزاع إلى تباطؤ شديد في معدل وصول الوقود والإمدادات الحيوية الأخرى إلى اليمن. وأدى النقص اللاحق إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 41٪ منذ بدء النزاع في عام 2015، مما يعكس قفزة بنسبة 8٪ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحده.
يضيف حمدان: "بدون الوقود، لا يمكن طحن أو نقل الإمدادات بالجملة في جميع أنحاء البلاد. فتغلق مضخات المياه وتترك المستشفيات بدون مزودات الطاقة. نحن بحاجة إلى أن نرى إمدادات الوقود قادمة إلى موانئ اليمن كل أسبوع، مع ضمانات بأنه لن يكون هناك انقطاع، للمساعدة في إحكام القبضة على الاحتياجات القصوى. إن الاجراءات التى اتخذها التحالف بقيادة السعودية لوقف تدفق الوقود والامدادات الاخرى هي بمثابة وسائل بطيئة لقتل الناس، كما أن تقاعس مجلس الأمن الدولي يساعدها في ذلك. نحن بحاجة إلى ضمان مطلق بأن الموانئ الرئيسية في اليمن سوف يسمح لها بتلقي الإمدادات التجارية بالمعدل المطلوب بعد هذه النافذة التي بلغت مدتها ثلاثين يوماً. اليمن ليس لعبة".
وقد شهدت البلاد أكثر من مليون حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا فى الأشهر التسعة الماضية، وهو مرض يمكن الوقاية منه تماماً ولكن يصبح الناس أكثر ضعفاً أمامه دون التغذية الكافية. إن 50 في المئة فقط من المرافق الصحية في البلد تعمل بكامل طاقتها، فيما أغلقت آلاف المدارس بسبب الدمار وعدم دفع رواتب المعلمين.
حقائق رئيسية عن اليمن:
· يحتاج 22,2 مليون شخص، أي حوالي أكثر من ثلثي عدد السكان في اليمن، إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية أو الحماية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
· نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص جراء العنف.
· يعاني ما يقارب 17,8 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويصنّف 8,4 منهم على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد.
· هناك 4،5 مليون طفل في اليمن بحاجة الآن للمساعدة في الحصول على التعليم.
· لا يستطيع 16.4 ملیون يمني الحصول علی الرعایة الصحیة الأساسیة فيما يحتاج 16 ملیون المساعدة في الحصول على میاه آمنة.
المجلس النرويجي للاجئين في اليمن:
· في عام 2017، قدم المجلس النرويجي للاجئين المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى 650,000 شخص.
· تتضمن مساعدات المجلس الطعام والمياه والمأوى والتعليم.
· يقدم المجلس المساعدات إلى السكان في محافظة عمران وحجة وتعز والضليعة والحديدة ولحج وعدن وأمانة العاصمة.