ُخلقنا وفينا شيئين مخيَّرين بينهما بحكم العقل المكنون فينا هكذا شاءت الأرادة الألهية ولايمكن أن تفارقنا ؛ الآ وهي ثُنائية الفضائل والرذائل في تحديد خاصية الأنسان ؛ قال تعالى ((ونفس وما سواها ..فألهمها فجورها وتقواها .. قدأفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ولا قيمة للأعمال الظاهرة مالم تكن متصلة بالفضائل الباطنة كما الغرفة المظلمة التي حُجب عنها النور والأرض القاحلة المحرومة من كل شي أخضر ؛ لهذا يحتاج الانسان في حياته الى قطع دابر الشياطين و يروض نفسه و يعودها و يأمرها ان تتحلى بالفضائل وتكره الرذائل ؛ وينبع الفعل السليم من قدرة الانسان على تقويم طبعه اي بما يعتمل في ذاته من تفكر وتدبر وكياسة توجه الطبع نحو الاستقامة ؛ ولعل خير تعبير ووصف لحالة الانسان ومكنونه ما أقتَبَستُهُ من كتاب الطهارة القسم الاول للمحق الاستاذ الصرخي الحسني والذي كان تحت عنوان الطهارة وتكامل الفرد ؛ ومن أروع ما ذكر فيه : (أن الروح والباطن كما تستقذر بالمعاصي والذنوب تستقذر بالاخلاق الرذيلة فلا بد من تطهيرها عن القذارات المعنوية والأخلاقية بالابتعاد عن سفاسف الامور ..)
وعلى هذا الضوء فأن الأهداف الفردية هي التي تتعلق بتكوين (شخصية الإنسان)على نحو سوي متكامل ومتزن بين جوانبها دينياً واجتماعياً ونفسياً وعقلياً
وهذا التكوين المتزن في دوافعه وانفعالاته وعواطفه ، هوالقادر على ضبط الشهوات والتحكم في الأهواء ، وإشباع مطالبها الفطرية الطبيعية ،وحاجاته النفسية والاجتماعية المكتسبة بطريقة سوية ومشروعة ديناً وعقلا وخلقا وعرفاً
قال تعالى : وإما من خاف مقام ربه ،ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى.
اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.