في تقرير هام لها سلطت فيه الضوء على الأحداث المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حذرت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية الشهيرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من عواقب فشله في حالة لم يتمكن من فرض سيطرته والتي ستكون وخيمة لدرجة إنهاء حكمه وحكم أسرته للأبد.
وقالت الشبكة في تقريرها إن “ابن سلمان” يسعى إلى إعادة المملكة بقوة إلى المستقبل، مشيرة إلى أنه يأمل أيضا في أن يتحول إلى زعيم عالمي آخر.
وتطرقت الشبكة الأمريكية إلى التحذيرات المتعلقة باحتمالية فشل ولي العهد السعودي في مخططاته.
ونقلت “فوكس نيوز” عن جيرال فيرستين، مدير شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق لدى اليمن: “هناك الكثير من النجاحات التي حققتها رؤية 2030، لكن الخطر كله إذا فشل المشروع”.
وتابع “فيرستين” أنه في حالة الفشل، سترى السعودية نوع من الضغوط الديموغرافية والاجتماعية، التي أدت إلى انفجارات الربيع العربي 2011″.
وأضاف “الفوضى في المملكة سيكون لها انعكاسات واضحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذلك على الاقتصاد العالمي، الذي يسعى للوصول إلى أسواق طاقة آمنة”.
وفندت الشبكة ما وصفته بـ”التهديد المتمثل في انتفاضة الربيع العربي”، حتى في بلد مستقر مثل المملكة العربية السعودية، والتي ينبغي أن يتم أخذها على محمل الجد.
وتابعت: “روشتة المتاعب التي أضاءت شرارة الدول الإسلامية الأخرى، في وقت ليس ببعيد، وهو أمر واضح في المملكة”.
“اقتصاد الصعود والهبوط”، هذا ما وصف به، دانيال بيمان، الزميل في مركز سياسة الشرق الأوسط، لشبكة “فوكس نيوز”، محذرا أن ثروة المملكة لم تتأثر طوال السنوات الماضية، لكن اعتمادها على تلك النوعية من الاقتصاد تشكل خطرا.
وقال “بيمان” إن الأزمة تتركز في أن عدد من الشباب قد يرى أن الإصلاحات لا ترقى إلى توقعاتهم.
هناك “مشاكل أخرى”، يعتقد بيمان أنه ينبغي معالجتها لتجنب “الانفجار”، وتتعلق بضعف نظام التعليم والقيود المفروضة على النساء واستمرار وجود الفساد على رأس السلطة.
وقالت صحيفة فرنسية إن عمليات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العنيفة وارتجاله للأمور -الذي يُذكّر بنهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب- يمثل مصدر قلق للكثيرين عبر العالم.
وتحت عنوان “ابن سلمان عثرات بالجملة” استعرضت ليزيكو بعض تلك السياسات، فقالت إن الحرب في اليمن -التي بدأت منذ أكثر من عامين مع تحالف من 12 دولة سنية لمحاربة تمرد محلي لـ جماعة الحوثي المدعومة من إيران- فشلت فشلا ذريعا “تقشعر له الأبدان”.
وأضافت أن سوء تقدير ابن سلمان بل وتناقضه بدا جليا كذلك عندما احتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري فيالرياض وأرغمه على تقديم استقالته من السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يخلي سبيله بوساطة فرنسية.
وذهبت ليزيكو أبعد من ذلك حين اتهمت ابن سلمان بأن لديه ميولا يدعو إلى الاشمئزاز بتعذيب جيرانه، دون أن يقدر بالضرورة التأثيرات الجيوسياسية لأفعاله.
وضربت الصحيفة كمثال على ذلك اتهام ابن سلمان لـ قطر بدعم الجماعات الإرهابية رغم أن تلك تهمة توجه إلى السعودية بشكل منتظم، وانزعاجه من علاقات الدوحة مع إيران وهو ما أخذه ذريعة لفرض حصار اقتصادي على هذا البلد منذ يونيو/حزيران 2017.
لكن ليزيكو لفتت إلى أن نتيجة هذا الحصار جاءت عكس ما تشتهيه سفينة ابن سلمان، إذ إن الدوحة عززت من علاقاتها مع طهران منذ ذلك اللحين.
وأكدت أنه بذلك يعطي الانطباع باللعب بالنار في منطقة متوترة بشدة، مما جعل أحد المستغربين في السعودية يعلق قائلا “إن عدم الاستقرار الإقليمي هو أهم عوامل قلق للمستثمرين الأجانب”.