في الواقع ينطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر (عليه السلام )من دوافع ومنطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد والدعوة إلى الإيمان بها، فمنهج الإسلام الذي يعتمد المنطق والفطرة، يقوم في جانب مهمٍ منه على ضرورة الإيمان بالغيب، وتتكرر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك
وهكذا نخلص إلى القول أنّ أصحاب هذا المنهج التكفيري ليس بأيديهم حجة ولا برهان، ولا يملكون سنداً علمياً وتاريخياً مقبولاً ومنطقياً في نفيهم وتشكيكاتهم الخرافية عن قضية الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )، وإنما هي مجرد ظنون وأوهام، وافتراضات وحدوس تتهاوى أمام الأدلة والبراهين المتينة، الروائية والتاريخية والعقلية كما سطّرها وحققها المثبتون لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) واستمرار وجوده الشريف المبارك.
ومن هنا كان الإيمان بالغيب على أنه جزء لا يتجزأ من العقيدة، وأنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان وأدرك جوانبه أو لم يستطع إدراك شيء منه وخفيت عليه أسراره، فإنه مأمور بالإيمان، غير معذورٍ بالإنكار، بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى
وعليه كان منذ تقادم العصور وازدياد الظلم بين البشرية، كانت الأمم تتطلع إلى رجل مصلح يظهر ليحررها من نير الذّل والعبودية والاضطهاد، وظلت ترنيمة المخلص الموعود ترددها البشرية وتلهج بها الشعوب.
وقد وصل بأيدينا من آثار السلف الماضي ما يدل على أن القرون الماضية كانت تتطلع بلهفة وشوق إلى ذلك المصلح الموعود، بل البشرية جمعاء ، فقضية ظهور المصلح وانقاذ الإنسان من العبودية للمخلوق والتوجه إلى العبودية المطلقة لله تعالى هي أصل مسلم عند جميع الأديان السماوية
قال تعالى في محكم كتابه العزيز (( ولقد كتبنا في الزبورمن بعد الذكرأنّ الأرض يرثُها عبادي الصالحون)) ((إنّ في هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين)) /105/106/سورة الأنبياء.
ومن هذا المنطلق فقد أوضح أحد المحققين الإسلاميين المعاصرين في إحدى محاضراته القيمة حول معنى المهدي هو الركن الشديد قائلاَ :
((العنوان الأول: ميِّزوا الفتنة...إيّاكم والفِتنة!!!1..2..6..العنوان الثاني: المارقة والدولة!!!1..2..3..العنوان الثالث: الدولة المارقة وبغض المهدي!!!خطوة1..خطوة2..خطوة3..العنوان الرابع: يكفّرون أمّ المؤمنين والنبي ويكذّبونه!!! أولاً.. رابعًا.. العنوان الخامس: الأئمة الاثنا عشر ومنهم يزيد والوليد!!!:1..2..7.. العنوان السادس: اليوم الموعود...في القرآن:1..2..5- قَوْمٌ يُحِبُّهُمْ اللهُ وَيُحِبُّونَهُ: أولاً.. ثانيًا.. سابعًا..6- الخسف وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ:..7- بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ: أـ قال الله العليم الحكيم.... وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴿77﴾... وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ... ﴿78﴾ ...قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴿80﴾... فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴿82﴾))
مقتبس من المحاضرة (6) من بحث (الدولة_المارقة في عصر_الظهور...منذ عهد_الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم)
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ_الإسلامي للأستاذ المحقق
4 صفر 1438 هـ - 5_11_2016 مـ
إن واقع المسلمين اليوم لا يحتاج علاجًا سحريًا، بل يحتاج إلى قادة رعاة يملكون من الوعي القيادي ما يستطيعون من خلاله أن يقودوا الأمة نحو مرفأ السلامة وشاطئ الرشاد دنيا وأخرى.
فاضل الخليفاوي
http://cutt.us/0iORN