إن لغة الأديان السماوية التي نعتقد بصحة أنبيائها هي لغة رمزية على حد تعبير الدكتور الشهيد علي شريعتي واللغة الرمزية هي لغة تبين المعاني عن طريق الرمز وهي أحسن وأفضل لغة اكتشفها الإنسان حتى اليوم حيث إنها أعمق وأرقى من اللغة الصريحة التي تؤدي الى معانيها مباشرةً وأكثر منها خلودا وبقاء، عكس اللغة البسيطة العادية التي لا تستعمل فيها الرموز ، لغة يمكن أن تكون أسهل في التعليم والتفهيم إلا إنها لا تبقى لماذا ؟ لأن المبدأ والدين الذي يبين جميع حقائقه ومعانيه في كلمات واضحة ومباشرة ذات بعد واحد ، هذا المبدأ أو الدين لا يُكتب له البقاء والخلود، لأن المخاطبين من قبل الدين ليسو من طبقة واحدة، بل هم من طبقات شتى وجماعات مختلفة من مثقفين وعامة الناس... كذلك أن المخاطبين من قبل الدين ليسهم جيل واحد في زمان معين بل هم أجيال مختلفة متعاقبة على طول التأريخ ومثل هؤلاء طبيعة يختلفون من الناحية الفكرية ، ومن ناحية العمق ،والنضج العقلي ، وزاوية النظر .
فالمرجع الكبير ،والمحقق الخبير ،والفيلسوف القدير .... السيد الصرخي الحسني (دام ظله ) هو الشخص الذي استخدم تلك اللغة لبيان معاني فلسفته بحيث تكون هذه اللغة متعددة الجوانب ومتعددة الأبعاد والزوايا لكي يصلح كل بعد من تلك الأبعاد لجيل معين وتفهم كل جماعة جانبا من تلك الجوانب ، فلم تكن لغته ذات بعد واحد ،أو لجماعة معينة بل كانت لغته لسائر الأجيال والجماعات والأزمنة.... وهذا من الممكن جدًا على اعتباره الامتداد الطبيعي لأهل البيت( عليهم السلام) فأنه يعمل بكل جهد ودون كلل وملل، لترسيخ وخلود الإسلام المحمدي الأصيل في نفوس وأذهان أبنائه فنراه يحث على الاهتمام بالحانب العلمي والأخلاقي والالتزام بالمبادئ والقيم التي جاء بها رسول الإنسانية لضمان حقوق وحرية البشرية....."فمشروع الشباب المسلم الواعد " هو احد مشاريعه الخالدة وذات الأبعاد والزوايا المتعددة و الذي من خلاله يبرز خلود الإسلام وأهدافه السامية فمن زواياه (مشروع الشباب المسلم الواعد ) التصدي والمواجهة العلمية للتيارات الفكرية ذات الانحراف والعداء للحياة والإنسانية ..... وأخرى خلق روح الإخوة ودحر المنافقين من داخل المذهب وخارجه كأحياء المجالس الفاطمية والحسينية التي هي ضمن منهج الاعتدال والوسطية والتي هي أيضا من المتيقن جدا ان تجمع بين ابناء الجنس الواحد (البشرية) لأنها تحمل الإنصاف والموضوعية وخالية من العنجهية والطائفية ..... وخصوصا حينما تكون بأساليب الشور والبندرية لتجمع الشباب وتأخذ بيدهم الى الفوز برضوان الله تعالى وخير البرية....
أبو محمد السراي