إنَّ ما يحصل في الإسلام من انتهاكات مؤلمة و خروقات دموية تثير في نفوس العامة العديد من التساؤلات التي تدور حول قضية وجود قيادة حكيمة من عدمها تأخذ على عاتقها تحمل مسؤوليتها و تنهي بذلك عقوداً من المآسي و النكبات المريرة التي يتعرض لها المسلمون فأصبح الإسلام و كأنه غابة وهذا ما أثار الشكوك التي اشرنا إليها سابقاً وفي الحقيقة كلها تأويلات شيطانية تؤدي بالإنسان إلى الخروج عن المألوف ومن ثم فقدان العقل لان كل القرائن الشرعية و الدلائل العقلية تؤكد أن السماء لم تترك دينها دون قائد يتمتع بكافة المزايا و القدرات التي تؤهله لقيادة الناس على أحسن وجه تكون فيه القيادة الحكيمة لذا فإن المجتمعات التي سبقت المسلمين جميعها كانت تسير تحت راية القائد المصلح لأنه الحجة التامة للسماء على خلقها بما قدموا في دار الأرض و ليكون عليهم الشاهد يوم يقوم الحساب وهذه الحقيقة انعكست أيضاً على الإسلام و المسلمين و لأجل تحقق تلك الصور الناصعة فكان لابد من وجود القائد و النبي القائم بأمور الدين و المُسير لشؤون العباد فكان النبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في بداية عصر الإسلام و لكن مع ما تمر به الأمة الإسلامية من انحرافات و دعوات منحرفة حتى اختلط الحابل بالنابل على المسلمين و الاجتياح الكبير للفتن التي أخذت تنشر البدع و تطرح الشبهات من أن دين الله تعالى تائه و لا وجود للقائد المصلح في آخر الزمان فلو تنزلنا جدلاً و سلمنا بذلك فهنا نسأل لماذا رُفِعَ النبي عيسى ( عليه السلام ) من الأرض ؟ و لماذا هو إلى الآن على قيد الحياة طبقاً لما أورده القران الكريم ؟ فهل لوجوده الطويل هذا حكمة أم لا ؟ فالواقع المأساوي الذي تعيشه امتنا الإسلامية شواهد تؤكد على ضرورة وجود القائد المصلح الذي يقع على عاتقه مهمة إصلاح الأرض ونستشهد هنا بما ورد عن أحد المفكرين العرب بهذا الخصوص قائلاً : ( هنا نكتة لماذا بقي ويبقى عيسى ؟ هذا قانون إلهي وبسببه ومن أجله غاب، ولم يُقتل ، وشُبّه ، ورُفع عيسى ، فما هو القانون؟ القانون الإلهي يقول : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)، إذًا تحتاج إلى إمام زمان يكون حجّة عليك وهو حيٌ موجود حتى لو كان غائبًا، مسردبًا، في الغار، حتى لو رُفع أو كان تحت الأرض، تحتاج إلى إمام حي، تُبايعه وتواليه ، توالي عيسى، وتؤمن به قبل موته، قبل موت عيسى، قبل موت المهدي، يكون حجّة عليك فيكون عيسى في يوم القيامة شهيدًا عليك، ويكون الإمام المهدي شهيدًا عليك، هذا قانون إلهي، هذا وعد صادق أن يبقى الإمام حيًّا، لا بدّ من وجود الإمام الحيّ في كل عصر، في كل زمان، في كل مكان، في كل أوان، حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي ما هو الفرق؟ القانون الإلهي واحد ينطبق على اليهود وعلى المسيح وعلى المسلمين، "وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" إذًا الشهادة يوم القيامة ما هو شرطها؟ أن يحصل الإيمان بالشاهد والشهيد في حياته، تؤمن بالإمام في حياته، تؤمن بالنبي في حياته، فيشهد لك يوم القيامة ) .
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي