إن أهل العراق يعدون الأصل والمنبع لمجالس العزاء في العالم الإسلامي، حيث نُصبت منابرهم وبأسلوبهم المميز منذ زمن الائمة الأطهار وحثوا الموالين، ومنهم إمامنا الصادق عليه السلام على اتخاذ النهج العراقي في إحياء الشعائر والرثاء لغرض تهيّج الحس العاطفي في نفوس الموالين والمحبين، واستذكار المصيبة التي أحلّت بآل الرسول(عليهم الصلاة والسلام) وكيف مارست تلك الجيوش الهمجية أئمة الدواعش وقادتهم أساليبهم الوحشية مع الإمام الحسين وعياله حيث القتل المروع والسلب والنهب وسبي عيال الرسول من بلد الى آخر وكأنهم تُرك أو روم!!! لذا كانت تلك الشعائر الحسينية، ما هي الاستذكار الى تلك المصيبة وتهذيب المجتمع، وجعله يعيش تلك الفترة التي مرت على أقدس الخلق وهذا يعتمد على أسلوب ذلك المجلس وطبيعة العزاء، ومن تلك الأساليب إقامة عزاء اللطم بطور الشور، الذي يعد من أكثر تأثير في نفوس المعزين، وقد مورس هذا العزاء في بلدان عدة من البلدان الإسلامية التي فيها الموالين والمحبين لآل البيت. وقد اختُلف في تأريخ هذا العزاء ونسبوه الى أنه من الأمور الدخيلة وأنه يسيء الى الشعائر إلا أن كلمة الفصل قالها الأستاذ المرجع الصرخي الحسني خلال الاستفتاء الذي قدم الى سماحته عن شرعية هذا النوع من الأداء الذي يؤديه رواديد المجالس الحسينية... يذكر بعض الباحثين ومنهم محمد جميل أنّ أوّل مجلس شور عُقد لسيد جواد ذاكر(رحمه الله) وهو إيراني، وهذا ليس بصحيح؛ فالسيد جواد ذاكر في إيران يقول على لسانه: " تحسسنا معاناة الحسين وأجواء الطفّ من اللطم العراقي، ولطمة الشور أخذته من النساء العراقيات اللاتي يلطمن " فالنساء العراقيات في اللطم تقرأ الرادودة (الملّاية) وفي نفس الوقت نساء يردّدن ويكرّرن كلمة أو كلمات بصورة سريعة مع لطم سريع ونساء أخريات يردّدن بالشجي والحزن، وهذا العمل مأخوذ من جيل إلى جيل منذ مئات السنين فهو تراث عراقي قديم .
ويذكر أحد المشايخ أن أول مجلس شور عُقد وفق ما ذكر بالمعنى الاصطلاحي والسرعة والترديد كان في سنة 1983 وكان عراقيًا .
فبعد تسفير العراقيين عن موطنهم في ذلك الزمن وابتعادهم عن كربلاء كان العراقيون بطبيعتهم لا يسكنون، فالرادود عادةً يقرأ قصيدة واحدة فتبدأ عند الناس العراقيين الحرقة والضرب على الصدور ويصيحون: حسين حسين حسين، أكثر من مرة وكان الرادود حسين الكربلائي في ذلك الوقت يردد بأول شور عراقي فاستحسن سيد جواد ذاكر هذه الطريقة وأخُذت عن العراقيين.
أما التسمية فلأنّ العراقيين كانوا في ذلك المكان في إيران فسمّوا هذه التسمية، وكما ذكرنا معانيه.
وإنّ الشور بهذا المعنى (الرَّدّة السريعة والحزن العميق والترديد) مستخدم في كثير من دول العالم كطور إنشادي وهو من تراث أكثر الشعوب مثل الهند وباكستان وأفريقيا: الصومال وموريتانيا والسودان وغينيا وغيرها...فمصدر الشعائر الحسينية هي من العراق وأهل العراق وأنهم ساروا على هذا النهج لأن فيها الأجر والثواب، وفيها تصحيح المسار للمجتمع وتحصينه من الفتن ومروجيها واستقطاب الشباب بان يتوجهوا الى هذه الشعائر بدلً أن يسيروا بالاتجاه المعاكس حيث الخمور والمخدرات والانحلال الخلقي والتميع السائد اليوم فبهذا الشعائر نتخلص من هذه العادات السيئة .................
ضياء الراضي
ادناه رابط الاستفتاء بالكامل لاطلاع
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1892046934200115/?hc_lo...