لابد ان للإنسان أن يتمسك بالأمل, فهو السبيل لتحقيق الأفضل والحصول على يريد؛ فبدون أمل تموت الحياة ويتوقف الزمن.
تكاثرت أطروحاتٌ لتكسير اَلهمم قُبيل الانتخابات, فقد استَغَلَّ الفاسدون دخول المواطن, حالة إحباط ليحولوها إلى حالة يأس, واستثمار ذلك لصالحهم, فقد عزموا امرهم للتعاضد, والوقوف كَسَدٍ يمنع الأمل في التغيير, وإصلاح ما أفسدوه.
إنَّ من أسباب انتشار الفساد في العراق؛ والفشل في تحقيق حُلم المواطن العراقي, بِعَيشٍ كريم وخدمة تَليق بصبره الطويل, تَمسُك بالشخوص أقارب كانوا, أم من القومية والطائفة, واضعين خلف ظهورهم, حاجة البلد لكفاءة ونزاهة تُدار من قِبل حُكماء وطنيون, للنهوض بالعراق وصد التدخلات الخارجية.
مئات التريليونات من العملة العراقية, تم هدرها بمشاريع وهمية, وقوانين أعطت امتيازات لمن لا يستحقها, فسال لعاب متسولي السياسة, للانخراط ضمن منظومة الفساد, طَمعاً منهم بالحصول على غنائم الشعب, وَصَفَ بعض الساسة عملية الفساد, بالحيتان والمافيات الكبيرة, بطريقة تخويف للمواطن, في حالة حربهم ضد الفساد, بعودة العراق لنقطة الصفر! دون ذِكر أسماء محددة, وكأنَّ من يدير الفساد أشباحٌ خفية.
كَشف الفساد لا يحتاج لملفات مخفية, بأدراج المكاتب مُغلقة لا يعلم بها, إلا من يمتلك ذلك المفتاح, الذي قد يستعملها كأداة للضغط, من أجل الحصول على ما تسول له نفسه, للحصول على مغانم شخصية أو حزبية, فذلك يعمل على تفاقم الفساد, وفقدان الأمل بالتغيير والإصلاح, لتوفر غطاء التَسَتُر على الفاسدين, من خلال تمكينهم في التغلغل بمفاصل الحكومة؛ ليعيثوا فسادا بسيطرتهم على المال العام, ليستخدموه بشراء ناقصي الذمم والضمير, وتغذية فسادهم الذي لا تَحِده حدود.
إنَّ دور المواطن العراقي في التغيير, دورٌ كبير لو استغل بالآلية الصحيحة, فالمواطن هو صاحب القرار, والحاجة للتغيير والإصلاح تَحتاجُ إلى عَمل دؤوب, لا شعارات تُرفَع بالساحات, إنما بالبحث عن الكفوء والنزيه, فلا يعود الحق لأصحابه, وهم يشعرون بالوهن والضعف, لكن بالأمل والعمل والمثابرة, فلا يجانب العقل, ان العراق قَد خلا من الشرفاء.
آلية الاختيار لا تأتي اعتباطًاً, أو عن طريق التَعصب, بل بالاطلاع على البرامج الانتخابية اولاً, ثم اختيار مُرشح نزيه, يتعهد بالمضي ولعمل ضمن حدود البرنامج الانتخابي, فَليس التغيير باليأس و تطبيق نظرية الشمولية, التي تُثلِجُ صدور الفاسدين, لذا فالمشاركة المكثفة تُرعبهم, كونهم يرون نتيجة الخسران, قضبانٌ وسَجانٌ ومصادرة اموال.
فهل يمتلك المواطن الإرادة الحقيقية, الممزوجة بالحكمة والإصرار, للحرب ضد الفساد واقتسام الكعكة والتفاحة, كما امتلكها بالقضاء على داعش؟.
لنا امل ولا يمكن العمل, دون العمل بحِكمة الأمل المُفعم بالثقة.
سلام محمد العامري