دعا مسؤولان في مجموعة الأزمات الدولية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لإنهاء الحرب "الوحشية" في اليمن، خاصة أن السعودية خسرت الكثير في تلك الحرب ولم تستطع أن تحقق أهدافها المعلنة، وذلك في مقال مشترك لهما في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
المقال الذي كتبه كل من روبرت مالي، المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، وابريل لونلي إلي، مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في المجموعة نفسها، يأتي بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
أوضح المقال أن "بن سلمان يحظى بدعم الغرب لإصلاحاته في عدة مجالات، إلا أن هذه الصورة الوردية التي يحاول أن يرسمها، لا ينبغي أن تُنسي العالم قصة التدخل العسكري السعودي في اليمن، التي تمر هذه الأيام ذكرى انطلاقتها الثالثة، دون أن تجلب سوى المزيد من الدمار والكوارث".
المأساة في اليمن ثلاثية؛ فلقد حملت عواقب إنسانية دراماتيكية، وساهمت بشكل كبير في تفاقم الحالة التي سعت السعودية لمعالجتها من خلال تقليص نفوذ الحوثيين وإعادة الشرعية، والمأساة الثالثة تمثلت في زيادة تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط.
وشبه المقال الحرب بحروب القرون الوسطى، فلقد أدت إلى وضع أكثر من 8 ملايين يمني على خط الجوع، من إجمالي نحو 22 مليون نسمة باتوا بحاجة للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى وجود نحو أكثر من مليون حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، في أسوأ تفشٍ لهذا المرض في العصر الحديث، في حين لم تعد تعمل إلا نصف المرافق الصحية في اليمن، وحتى تلك المرافق والمشافي تفتقر إلى الأدوية والمعدات والموظفين.
تقرير الأمم المتحدة عن عدد ضحايا الحرب السعودية في اليمن، والذي صدر في يناير من العام 2017، أشار إلى مقتل 10 آلاف مدني، وهو رقم لا يعبر عن حقيقة المأساة التي وصفها رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأنها "نهاية العالم"، محذراً من أن الأمور تتجه نحو كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم منذ 50 عاماً.