من هنا نجد أن التكامل يبين حقيقة المقابلة بين الحروف المقطعة التي أفتتح الله تعالى بها بعض السور وبين السور الأخرى التي بينت أطوار النظام الكوني في افتتاحها ليضاف هذا المعنى إلى التكامل المتقابل في القرآن الكريم وبغض النظر عن الآراء التقليدية نكون قد وصلنا إلى أن الفائدة التي حصلنا عليها من تلك الحروف تكمن في التحدي المستخلص من الكتاب الكوني وصولاً إلى الكتاب المقروء.
الكثير من السور التي يتكون منها القرآن الكريم تبدأ باحرف مقطعة ، حيث إن دلالاتها تغطي كل الوجود وصولاً إلى الأعراض أو ما يختلج النفس من أوهام ومشاعر، كل هذا يتجسد تحت التغطية المتمثلةباحرف أسماء السور
وصدق الله تعالى حيث يقول: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) الإسراء 88. من هنا يظهر التحدي في استعمال القرآن الكريم لهذه الحروف، فكأنه يقول إن الصنعة التي بيننا مكونة من نفس هذه المادة، فهلا جئتم بكلام من مثل القرآن الكريم، أو من مثل النبي الأمي (صلى الله عليه واله وسلم) وقد بين الله تعالى ذلك في قوله: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين) البقرة 23.
وعند النظر الى جواب احد المحققيين الاسلاميين حول طور الشور والبندرية ,وتوفيقاته الالهية والاحرف المقطعة نجد المعنى واضح وصريح عن الاستعمالات القرانية كما بين ذلك في الاستفتاء وهذا مقتبس منه جاء فيه :
((اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في #القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص}، وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: "قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة"، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية.
في هذا المجال يقول الجرجاني عالم البلاغة: "ما من اسم حذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها، إلّا وحذفه أحسن من ذكره".
وابن الأثير قد اعتبر أنّ اللغة العربية تتصف بالشجاعة لقبولها الحذف؛ إذ يقول: "هو نوع من الكلام شريف لا يتعلق به إلّا فرسان البلاغة ومن سبق إلى غايتها وما صلى وضرب في أعلى درجاتها بالقدح المعلّى وذلك لعلوّ مكانه وتعذّر إمكانه" .))
انتهى كلام الاستاذ
اصبح طور الشور وتقطيع الكلمات له اثر بالغ في النفوس واقبال نحو الشعائر الحسينية بحرقة قلب واستشعار المصيبة بصورة تدمى لها القلوب والعشق في الغوص في أحقية تلك المظلوميات التي مرت باهل البيت (سلام الله عليهم اجمعين )
https://www.facebook.com/alsrkhy.alh...&theater&ifg=1
فاضل الخليفاوي