فعلاً تعجز الكلمات والعبارات التي يخطها عباقرة العلم والمعرفة تجاه عترة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) وهم من رسم الطريق الواضح والحقيقي لإنتشال البشرية جمعاء من واقع العبودية والذل والهوان ، ووقفوا بوجه أعتا الظلمة والمستكبرين والطغاة في تلك الأزمنة الغابرة راسمين أبهى وأجمل الصور البراقة لجميع الإنسانية بكل طوائفها ومسمياتها من خلال تضحياتهم ونصحهم وإرشادهم ، ومن هؤلاء الفلاسفة والعباقرة هو مولانا وسيدنا الإمام محمد الجواد (عليه أفضل الصلاة والسلام) والذي نعيش هذه الأيام ذكرى ولادته العطرة وهنا أذكر أحد مواقف الإعجاز التي خيمت على أحد أكبر علماء العصر العباسي حين سأل الإمام قائلاً((التفت يحيى بن أكثم إلى الإمام الجواد قائلاً:
أتأذن لي - جعلت فذاك - في مسألة؟ فقال له أبو جعفر: سل إن شئت.
قال يحيى: ماذا تقول في محرم قتل صيداً؟ أجاب الإمام:
قتله في حلّ أوحرم؟ عالماً كان المحرم أم جاهلاً؟ قتله عمداً أو خطأ؟
حرّاً كان أم عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أم معيداً؟
من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كباره؟
مصرّاً على ما فعل أم نادماً؟ في الليل كان قتله للصيد في أوكاره أم نهاراً؟
محرماً كان بالعمرة إذ قتله، أو بالحجّ كان محرماً؟
فتحيّر يحيى بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع،
وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره، وهنا نقول :
يا تاسع الأئمّة الهداة، يا من وُلدتَ وتشرّفت بالنسب لسيّد السادات، يا علم مرفرف بالعلم يا قاصم ظهر العلماء العتاة، وقفتَ بحزم أمامهم تجيب مطمئنًّا واثق الخطوات، يا عالم برز صغيرًا بالعمر لكنه كبير بأرفع الدرجات، قد عجزتْ عن وصف حلمك وعلمك أبلغ الكلمات، أنت قدوة لكل شابّ يطلب الرضا من ربّ السماوات، ينتهج نهجك بالإيمان ويترك المنكرات، بشراكَ في مولدكَ هذا قد التفّ الفتية والشباب لبناء مستقبل زاهر آت، طوبى لمن أحيا ذكراك مبتهجًا بالشور والبندرية وأروع الأهازيج والهتافات، فلنهنئ بهذا المولد العطر قائدنا الرسول وآله عليه وعليهم أزكى الصلوات، والأمة الإسلامية خير الأمم وأعرق الحضارات، ولا ننسى أن نذكر محقق تاريخها بالتهنئة السيد الأستاذ المحقق بأشراف العبارات.
ولكي تنجى الأمة الإسلامية بكل مسمياتها أن تسير على خط أهل البيت (عليهم السلام) وتطبق أقوالهم وتشريعاتهم لكي تحظى بالفوز بالدارين فهم قدوة حسنة لكل أفراد الإنسانية ، وهم شعلة تضيء الطريق لكل الأحرار والشرفاء في العالم.
سامي البهادلي