زينب شابة في مقتبل العمر تعرضت وهي في السن العاشرة من العمر لعملية عنف من طرف ابن خالتها التي احتضنتها بعد وفاة والدتها التي ماتت والفتاة فيسنتها الأولى٠٠ لم تنس زينب تلك اللحظة التي كانت وراء كل الشؤم الذي تعيشه اليو، اللحظة التي كانت بمفردها بالمنزل عندما عاد ابن خالتها من المدرسة وهجم عليها كالوحش الكاسر، ولم تسطع رغم مقاومتها العنيفة أن تحمي منها أغلى ماتملك فتاة في عمرها مقبلة على الشباب، فقد فقدت جوهرها الثمينة٠
وعاشت المسكينة بين أسرتها مضطهدة منبوذة غير قادرة على رفع وجهها في نظرات المجتمع من حوله، فالكل صدق أنها كانت وراء ما أصابها من الشاب بإغرائه٠٠ حتى والدها صدق ما حاك الغير عنها،ورفض أن يستقبلها في بيته مع إطفاله إخوتها، وتنكر لأبوتها٠٠ فعاشت في منزل خالتها والدة الوحش الذي كان سبب محنتها٠٠ واضطرت أن تغادر منزل خالتها ويقودها القدر الى سيدة معها أحست بالأمان وشعرت بالرحمة. والعطف الحنان٠٠ ومعها تعرفت على شاب حديث عهد بالجامعة ووقع في حبها وأبرمت به غراما لحظت السيدة أنه طغى عليها ولم تعد لديها القدرة على السيطرة عليه، فقد كان جمال الشاب آسر وماء الشباب المتدفق ساحرا٠
لم تتردد السيدة في زواجها من الشاب الذي تقدم لطلبها، من غير أن تتكلف عناء البحث عن أسرة الفتاة لما لديها عنها من معلومات قدت الفتاة قد روتها لها في أول يوم قدمت عليها في منزلها.
وعاشت الفتاة مع الشاب الذي ضرب عرض الحائط بكل ماضي الفتاة، وفتح معها صفحة بدأها من لحظة لقائه بها، وعاشا لحظات من السعادة نسيا فيها ذاتهما، وإطلاق فيها العنان لمشاعرهم وأحاسيسهما المتدفقة بالحب٠٠ لكن حبهما ودهما اصطدم بالواقع عندما قطعت أسرة الشاب المعونة التي كانت تقدم له للمساعدة في الدراسة، وتكالبت الظروف المادية التي تفرضها الحياة من تإمين العيش والسكن على الشاب وقطع أسرته جميع الروابط التي تجمعه به إثر زواجه الذي لم تباركه الأسرة ورفضته بكل اصرار محملة الفتاة وزره باستدراجها ابنهم للزواج منها ليطهرها من السمعة السيئة التي حملتها معها بدأ من بيت خالتها وانتهاء بالشارع الذي التقطتها منه السيدة التي احتضنتها لاستغلالها بضاعة تتاجر بها حسب اعتقادهم٠
ويضطر الشاب تحت هذه الضغوط إلى قطع علاقته بالفتاة خاصة بعد وعد والده بابتعاده في منحة خصوصية ليكمل دراسته في الخارج٠
وبمرارة كالآلام وازدياد النار يختفي الشاب من حياة الفتاةقسرا من غير إرادة منه ولا استشارة منها، وتعود الفتاة تبحث عن السيدة فتجد إن يد القدر سبق إليها وذهبت بها الى حيث لارجعة، فتبقى كمن يتدحرج بين موج بحر هائج الى فوهة الغرق٠
وتقودها قدماها في زحمة الغروب حيث هرج ومرج المختلفين في محطة ملتقى الطرق ب"كرفور"٠٠٠