انها شجرة من انزلت نبينا أدم (عليه وعلى نبينا واله صلوات الله) من الجنة الى الأرض، هذا ما يقال في حديثنا الدارج دائماً
لكن الحقيقة من فعل ذلك هو الشيطان، حينما اقسم بالله، ان رب السماوات لا يقصد هذه الشجرة بعينها، فصدقه وأكل منها لأنه لم يكن يتوقع بأن هناك من يقسم كذباً، ومن هذه الكذبة نشاءت البشرية على الأرض، قطعا حصل كل ذلك بتقدير من الله.
الكذب يعتبر فاكهة الحياة لكثير من الناس، لذلك هناك من يحاول ان يقسم الكذب ويعطيه ألوان مختلفة، وحسب تأثير تلك الكذبة في المجتمع، يوجد كذب فيسمىه أبيض وأخر اسود وهكذا
هناك كذب القصد به المزاح والترفيه، وصاحب هذا النوع في الغالب يكون قريب من اغلب الناس، ومحبوب لديهم، فالمستمع يعلم انه يكذب، وهو يعلم بأن المستمع يعرف انه يكذب، وكلاهما راضي بذلك، وهذا النوع من الكذب هدفه الضحك والترفيه، وهو ما يسمى بالكذب الأبيض، لكن غالبا تكون له عواقب وخيمة، حيث يتحول من مزاح الى شجار، وهذا النوع بالرغم من استخدامه لأغلب البشر، الا انه يضل ممنوع ومحرم.
أكثر أنواع الكذب أيلاما، ذلك النوع الذي يؤدي في العادة الى تأثيرات سلبية على المجتمع بالمجمل، او على شخصيات تحمل بعد ديني او اجتماعي، فيظلل البسطاء من عامة الناس عن الحقيقة، ويصبحون يلهجون بتلك الكذبة لدرجة ان الشخص المتهم بها، لا يستطيع ان يكذبها، وان فعل لا أحد يصدقه.
غالباً هذا النوع من الكذب يكون موجها ويحمل أهدافا بعيدة المدى ومن يروج لهذه الكذبة وينشرها هو المجتمع، وليس الكذاب نفسه، وكلما كان المجتمع واعي، كان نشر هكذا نوع صعب، وكلما كان بسيط كان منطقة رواج للكذابين.
التاريخ يتحدث عن امثلة كثيرة للكذب قلبت معادلة النصر وحولته الى خسارة، كما حدث قبيل مقتل مسلم ابن عقيل (عليه السلام) عندما قال ابن زياد لعنه الله، لقد جئتكم بجيش اوله في العراق واخره في الشام، فصدق به السامعين واخذوا يتناقلون الخبر، كالنار في الهشيم، فترك الكثيرين مسلما، بسبب الخوف من الجيش القادم، الذي لم يكن موجود بالفعل، كان موجود فقط في مخيلة المتلقي والسامع فراح يضيف عليه ويضيف، فأصبح ككرة الثلج كلما تدحرجت كبرت أكثر
نحن مقبلين على عملية انتخابية فيها رابح، وأيضا فيها هناك خاسر، وحسب المنظور العملي ان من يحصل على الأصوات الأكثر، هو الرابح لذلك تجد الكثيرين من الطامحين للوصول للسلطة، يبيحون لأنفسهم كل الوسائل من اجل الحصول على مبتغاهم، بما في ذلك الكذب الأسود، الذي يؤدي في كثير من الأحيان الى التضليل وعدم وضوح الرؤيا لدى الكثير من الناخبين، وفي نفس الوقت تؤدي الى الهتك والتطاول على الاخرين
وهذا كله يتحمله من يمارس هكذا أساليب ملتوية، ربما بهذه الطريقة يحصل على ما يصبوا اليه في الدنيا، لكن حتما هو الخاسر الأكبر في النهاية
نعم انه موسم الفاكهة الممنوعة، لنكن حذرين ولا نتذوقها، فأنها ربما تخرجنا من جادة الصواب، كما أخرجت الكثيرين غيرنا.
خالد الناهي