مشاهد جديدة يرصدها العالم والناس أجمع تؤكد أن السعودية تحولت إلى مملكة لأعمال القرصنة بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يلاحقه كثيرًا وصف “القرصان”. قناة “بي إن سبورتس” الرياضية ضحية جديدة، بالتزامن مع كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كواليس عملية القرصنة الكبرى باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في المملكة العربية السعودية مع استمرار قصص اختطاف الأمراء في الداخل والخارج وليس آخرها الأمير نواف بن طلال الرشيد. إنها وقائع القرصنة التي لا تتوقف في المملكة مع طلة الأمير المراهق. قرصنة المونديال! شبكة القنوات الرياضية القطرية“Bein sport” تقدمت بطلب للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”،لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد قرصنة السعودية لحقوق بث مباريات كأس العالم 2018، وبحسب الشركة المالكة للقنوات، فإن بطولات كبرى كالدوريات الأوربية وكأس العالم القادمة في روسيا تتعرض للقرصنة من قبل موزعين في عدة دول، ومنها السعودية، رغم أن هذه الحقوق حصرية للشركة، حيث تمتلك حقوق بث مباريات كأس العالم بمجملها في 24 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووفق المدير العام للمجموعة القطرية في الشرق الأوسط توم كيفيني، أكد أن عملية القرصنة هذه هي سرقة محتوى، وأن التمويل الذي تحتاجه مثل هذه العملية كبير جدًّا، مضيفًا: “نحن لا نتعامل مع قراصنة هواة، بل منظمة متطورة وجيدة التمويل”. وتمنع السعودية استقبال برامج القناة، التي تبث من الدوحة، بسبب خلافات دبلوماسية مع قطر، ولكنها متاحة للمشاهدة داخل السعودية عبر قناة مقرصنة تدعى “بي أوتكيو”، باستخدام إشارة على القمر الصناعي “عرب سات”، حيث تملك السعودية أغلبية الأسهم في شركة “عرب سات”، ولا تستطيع “بي إن سبورتس” رفع دعوى قضائية في السعودية، لأنها تقول إنها لم تجد محاميًا يمثلها في البلاد منذ بداية الحصار. ووصف مراسل صحيفة لوموند بالشرق الأوسط بنيامين بارت ما حدث بقوله: “يخيم ظل الرياض على باقة مشفرة تستعد لإعادة بث جميع مباريات كأس العالم دون أن تكون لها أية حقوق قانونية في ذلك، بل عبر سطو يمكن وصفه بأنه الأضخم في الشرق الأوسط هذا العام”، والذي يحصل الآن، هو أن جميع برامج محتويات القناة القطرية “بي إن سبورت” أصبحت تبث على شاشة تليفزيون شبح”. وأشار “بارت” إلى أن ظل السعودية هو المخيم على هذا السطو الهائل، حيث إنها تقوم بذلك عبر إعادة البث، التي تمتلك حقوق بث المنافسات الرياضية الأكثر شهرة في العالم، مثل دوري الأبطال والبطولات الأوروبية الرئيسية وكأس العالم لكرة القدم، بالإضافة إلى بطولة كرة السلة الأمريكية (NBA)، مؤكدًا أن ما يحدث يجسد “البعد الجيوسياسي لهذه العملية التخريبية التي تتم على نطاق غير مسبوق في تاريخ التليفزيون”، كما أنها تتم بتحريض ومشاركة من دولة، وهو أمر غير مسبوق كذلك، وربط “بارت” بين هذه القرصنة والحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية إضافة إلى مصر على قطر في الخامس من يونيو 2017، إلا أنه لفت الانتباه إلى أن مكتب الممثل التجاري الأمريكي ضم المملكة العربية السعودية إلى القائمة السوداء للدول التي تنتهك الملكية الفكرية، وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات. القناة المقرصنة السعودية ظهرت بحسب تقارير عربية على الإنترنت في أغسطس 2017، وبدأ موقع بالسعودية تحت عنوان (بي أوت كيو . إس إي) بثًّا مباشرًا لنسخ من مواد قنوات “بي إن سبورت”، وتزامن ذلك مع تغريدات على “تويتر” لأصوات مؤثرة جدًّا في السعودية، مثل سعود القحطاني، مستشار ولي العهد محمد بن سلمان، والمعلق الرياضي الشهير عبدالعزيز لمريسل، اللذين وعدا بالنهاية الوشيكة لعهد “بي إن سبورت”. صفعة ماكرون! الصفعة الثانية لمملكة القراصنة جاءت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أعلن للمرة الأولى أن السعودية احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لعدة أسابيع في عملية قرصنة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وقال “ماكرون” في مقابلة مع تليفزيون (بي.إف.إم): ”لو لم يتم الأخذ (برأي) فرنسا حينئذ لكان لبنان يخوض على الأرجح حربًا ونحن نتحدث الآن، (الفضل) للدبلوماسية الفرنسية، وللإجراء الذي اتخذناه“، مضيفًا أن توقفه في الرياض، دون ترتيب مسبق أثناء رحلة جوية، لإقناع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بذلك، وما أعقبه من توجيهه دعوة إلى “الحريري” لزيارة فرنسا، كان السبب في إنهاء الأزمة. وقال “ماكرون” موجهًا خطابه إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: ”أذكرك باحتجاز رئيس وزراء في السعودية لعدة أسابيع“، وهو الاتهام الذي وجهه المسؤولون اللبنانيون للسعوديين حينئذ، لكن نفته المملكة و”الحريري” معًا، في حين أكدت صحف غربية كثيرة، ومنها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وقتها احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية وتعرضه لضغوط من أجل تقديم استقالته، مؤكدة أنه تم إعطاء “الحريري” خطابًا مكتوبًا لإعلان استقالته على التليفزيون السعودي، كما قال الرئيس اللبناني ميشال عون وقتها: إن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري محتجز في السعودية، وإن ذلك يعتبر عملًا عدائيًّا ضد لبنان، كما أشار عون إلى أن وضع عائلة “الحريري” مماثل لوضعه”. الصفعة زلزلت أركان وزارة الخارجية السعودية، وخرجت في إجراء قد يحدث أزمة دبلوماسية، وزعمت أن ما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن المملكة العربية السعودية احتجزت رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، هو كلام غير صحيح، لكن التصريح الذي صدر عن مصدر مسؤول ختم مزاعمه بتراجع قائلًا: “المملكة تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي “ماكرون” لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة وعلى رأسها إيران وأدواتها”. اختطاف الأمراء والمعارضين اختطاف المعارضين والأمراء بات فقرة رئيسة في أخبار قرصنة المملكة العربية السعودية، ولازال الحديث عن اختطاف الأمير نواف بن طلال الرشيد من مطار الكويت يثير الجدل والغضب ضد نظام محمد بن سلمان، الذي قيل -علي نطاق واسع- إنه خشي من التقاء أهم أسرتين في قبيلة شمر (أسرة الجربا شيوخ قبيلة شمر وأسرة الرشيد التي حكمت حائل عام 1834) حيث زار الأمير نواف شاعر المليون عبدالكريم الجباري الشمري في الكويت، وهو ما أقلق نظام “بن سلمان” لدرجة كبيرة، بحسب معارضين تضامنوا مع نواف عقب اختطافه. وسائل الإعلام البريطانية ركزت من جانبها على اختطاف الأمراء بقوة في الفترات الأخيرة، ونشرت صحيفة “الجارديان“ البريطانية، تقريرًا مؤخرًا عن الأمراء المنشقين في الأسرة الحاكمة بالسعودية، واختطافهم المثير للجدل، وأشارت “الصحيفة” إلى ظهور معلومات جديدة عن اختفاء ثلاثة أمراء سعوديين، فيما يبدو الأمر برنامجًا ممنهجًا للحكومة السعودية، يعمل على اختطاف الأمراء المنشقين، وأكدت أن قناة “بي بي سي” العربية، بصدد نشر قصة اختطاف الأمراء الثلاثة وإعادتهم قسرًا إلى السعودية في الفترة بين سبتمبر 2015 وفبراير 2016، في فيلم وثائقي جديد بعنوان “أمراء آل سعود المخطوفون”، وهم الأمير سلطان بن تركي والأمير المنشق تركي بن بندر، والذي كان أحد قيادات الشرطة السعودية، وكانت من مهامه مراقبة أفراد الأسرة المالكة، والأمير المختطف سعود بن سيف النصر، وأن الأخير أخبره قبل اختفائه باعتقاده بأن السلطات السعودية قد تحاول اغتياله أو اختطافه بسبب مواقفه المعارضة. وصنف كثيرون “عملية “ريتز كارلتون” المفاجئة التي احتجز فيها الأمير محمد بن سلمان العديد من الأمراء، بأنها عملية قرصنة واسعة، تم التغطية عليها باتهامات الفساد من أجل المساومة في تمرير توليه العرش، وأكد المغرد السعودي الشهير “مجتهد“ أن حملة التوقيفات التي طالت العشرات من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال داخل المملكة يريد “محمد بن سلمان” تحقيق هدفين منها: الهدف الأول الاستيلاء على أكبر كمية من المال للاستحواذ عليها له شخصيًّا من خلال صندوق الاستثمارات العامة ومشاريع شركة نسما والفتات للميزانية، والهدف الثاني هو استخدام محاربة الفساد مبررًا لإرهابهم وغيرهم ممن قد يتمردون عليه ولو بالكلام، ويتحقق بذلك إزالة العقبات أمام وصوله للملك”.