التدهور المفاجئ في الحالة الصحية للملك سلمان الذي يقال إنه يعاني من مرض الزهايمر، وبعض التقارير التي تقول إنه يعاني من أمراض مختلفة أثرت على قدرته على إتخاذ القرارات في الكثير من الأحوال، وهذا سبب تفرد ولي عهده ونجله ابن سلمان بالقرارات المصيرية والمتخبطة للسعودية، مما ينذر بوقوعها في إنهيار تام نتيجة تلك القرارات الصبيانية.فهل اقترب موعد تنازله عن عرشه لولده سلمان ؟
وقد كشف المغرد مجتهد والذي عادة تصدق تسريباته لأنه يعتقد إنه من الداخل أو له إتصالات كبيرة داخل الأسرة الحاكمة، كشف بتغريدته عن استنفار في الجهاز الطبي الخاص بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال “مجتهد” في تغريدة عبر “تويتر” ما نصه : “استنفار مفاجئ في الجهاز الطبي المخصص للملك، ولم تتبين الصورة إن كان سبب الاستنفار احتياطيا أو علاجيا”.
ولفت “مجتهد” أن شكوكا تدور حول قدرة الملك سلمان على المشاركة في استقبال الوفود في الحج والحفلات التقليدية.
وأضاف أن “دوائر العائلة تتحدث عن أكثر من ذلك”، حيث تدور الشكوك على إنقلاب ناعم قام به ابن سلمان على أبيه، وبات التخلص منه ضروري ويجب التسرع في تولي الحكم في السعودية حسب نصيحة ابن زايد له، وهناك تخوفات من العائلة الحاكمة أن ابن سلمان قام فعليا بعملية إغتيال للملك منذ فترة عن طريق الطعام.
يشار إلى أن الملك سلمان قد عين ملكا للبلاد مطلع العام 2015، خلفا لأخيه غير الشقيق الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقام بتعيين ابنه محمد بن سلمان وليا للعهد بدلا من ابن أخيه محمد بن نايف الذي أقصي من ولاية العهد في شهر حزيران/ يونيو 2017. كما أمر بعزل متعب بن عبدالله بن عبد العزيز من منصبه كرئيس للحرس الوطني، الذي يعد جيش الظل، وذلك في إطار حملة لمكافحة الفساد.
من جهة اخرى، دعت اليوم صحيفة “الغارديان” البريطانية الإعلام الغربي إلى مراجعة حساباته فيما يتعلَّق باعتقادهم أن “ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيكون قائداً وأميراً ليبرالياً ينقل السعودية إلى واقع آخر”.
فلقد أظهرت سياسات بن سلمان -كما تقول الصحيفة- حقيقته، خاصة ما جرى مؤخّراً مع كندا، عندما قطعت السعودية علاقاتها مع أوتاوا على خلفية تغريدة طالبت فيها وزارة الخارجية الكندية بالإفراج عن الناشطة السعودية سمر بدوي.
وفي مقال للكاتبة نسرين مالك، تقول: “إن بن سلمان أبعد ما يكون عن كونه الأمير الحداثي، كما وصفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي قالت عنه -في إطار سعيها للترويج لحملته بتحديث المملكة- إنه يقود الربيع السعودي”.
وتستدرك الصحيفة البريطانية: “لكن واقع الحال يؤكّد أن كل حملة قادها بن سلمان تحوّلت إلى مستنقع”، في إشارة على ما يبدو إلى حملة الاعتقالات بحق الناشطين، والحرب الدموية التي تشارك فيها الرياض باليمن.
وتتابع الكاتبة: “لا تزال حرب اليمن التي قادها بن سلمان تعرّض سمعة السعودية للخطر عالمياً؛ بسبب الانتهاكات الكبيرة التي تُرتكب هناك”.
في حين أصبح الحصار الذي فرضه مع الإمارات والبحرين ومصر على قطر، منذ أكثر من عام، “تافهاً ومكلفاً”، غير أن النمو الاقتصادي القطري استمر، في وقت تعاني السعودية من صدمة انهيار الاستثمار الداخلي.
كل ما فعله بن سلمان، والقول للكاتبة، هو السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، في وقت أثرت سياساته الداخلية حتى في العلاقات العامة الجيدة التي كانت سائدة في المجتمع السعودي.
وترى أن وقوف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلف بن سلمان يمكن أن يكون سبباً في هذه السياسات المتهورة، مضيفة: “لا يمكن فصل سلوك السعودية المتقلّب عن تشجيع ترامب (..) حتى المعركة مع كندا كانت مطلوبة بالنسبة له”.
وتؤكد الكاتبة أن الغرب كثيراً ما تغاضى عن تصرفات السعودية بسبب قدرتها على عقد صفقات أسلحة مربحة بالنسبة إلى تلك الدول، ولكن يبدو الآن أن هناك شعوراً بضرورة مراجعة العلاقة مع السعودية.
وتتابع: “خاصة أن مستحضرات التجميل التي حاول من خلالها ولي العهد تجميل أفعاله تساقطت؛ فقبل كندا كانت ألمانيا والسويد، فضلاً عن تورطه في اليمن وقطر ولبنان”.
وكانت صحيفة بلومبرغ الامريكية قد اشارت إلى حادثة تنازل الملك سعود بن عبد العزيز لصالح شقيقه فيصل عام 1964، معتبرة أن الأمر كان سابقةً جاءت بعد ضغوط كبيرة مارستها الأسرة الحاكمة لتمكين الأمير فيصل من إجراء إصلاحات لمواجهة الأزمة المالية التي عصفت بالمملكة في ذلك الوقت.
اضافة إلى ذلك كان محمد بن سلمان القائم على جميع الزيارات الهامة في مجال السياسة الخارجية، بما في ذلك زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التاريخية للمملكة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت جريدة “ديلي ميرور” البريطانية في تقرير موسع لها عن آخر التطورات التي تشهدها السعودية إن الملك سلمان بن عبد العزيز يعاني من “مرض عقلي” ولا يقوى على التركيز أو استيعاب ما يدور حوله لمدد طويلة.
هذا وقال الباحث بمعهد بروكينغز، بروس ريدل، في مقال نشره موقع “المونيتور” الأميركي، أن “العائلة المالكة منقسمة بشكل عميق، وطالما ظل الملك سلمان في الحكم فلا فرصة لانقلاب داخلي في العائلة؛ لأن سلمان لديه الشرعية، وهو ليس ميتا دماغيا أو عاجزا، بل هو مشارك في الأمور المهمة أكثر مما تشير إليه التقارير الإعلامية الغربية، ومنح ابنه (غطاء جويا)، كما قال أحد المسؤولين البارزين”.
وأضاف: “لو عاش الملك سلمان لعقد آخر…. فستحدث تغيرات كثيرة، لكن لو مات فإن الرهانات كلها ستنتهي”.
ولكن بالرغم من هذه التحليلات، تبقى كل التوقعات مفتوحة، وتبقى مسألة الخلافة أكثر تعقيدًا، وإن غدا لناظره قريب ….