ألقى حجاج باللائمة على السعودية خاصة وعلى الانقسام العربي بشكل عام في عدم منع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس بعد اعترافه بها عاصمة لإسرائيل. وهي الخطوة التي جاءت لتلغي ما كانت تنتهجه السياسة الأميركية على مدى عقود. واعتبر الحجاج أن الرياض تراجعت عن التمسك بالقدس مقابل التحالف مع واشنطن ضد إيران.
وافتُتحت السفارة الأميركية في القدس منتصف مايو/أيار الماضي خلال احتفال كبير، وتصادف ذلك مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.
ويعد وضع القدس أحد العقبات الكبرى في سبيل أي اتفاق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتقول الأمم المتحدة إن وضع المدينة القديمة (القدس الشرقية) التي احتلتها إسرائيل عام 1976، لا يمكن حله سوى عبر المفاوضات.
ويرى الفلسطينيون أن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم المستقلة التي يسعون لتأسيسها على اعتبار أنها ضمن الأراضي التي تطالب الأمم المتحدة الاحتلال بالجلاء عنها لإقامة دولة فلسطينية، بينما تقول إسرائيل إن القدس بشقيها هي العاصمة الموحدة الأبدية لإسرائيل.
ورغم أن السعودية ودولا خليجية أخرى انتقدت في السابق قرار نقل السفارة، فإنها رحبت أيضا بموقف ترامب المتشدد من إيران التي ارتدت ثوب حامي الحقوق الفلسطينية.
وذكر تقرير لرويترز الشهر الماضي أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز طمأن حلفاءه العرب بأن الرياض لن توافق على أي خطة سلام لا تعالج وضع القدس أو غيرها من القضايا الأخرى الرئيسية، مما هدأ المخاوف من احتمال أن تؤيد المملكة اتفاقا أميركيا وليدا ينحاز لإسرائيل.
وخلال الأعوام القليلة الماضية توارى الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود خلف المنافسة الإقليمية الحامية بين إيران وحلفائها من جانب وتحالف تقوده السعودية من جانب آخر.
وحسب ما تقول رويترز، “قلما ينتقد الحجاج السعودية صراحة، لكن الغضب بين عامة الحجاج بشأن نقل السفارة يرتبط بغضبهم من حكومات أخرى في المنطقة، وخصوصا في دول الخليج الغنية بالنفط، لفشلها في وقف القرار الذي اتخذه ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي أو حتى الاعتراض بقوة عليه”.