أكد المغرد الشهير “مجتهد” أن ولي العهد السعودي يعيش حالة تخبط وارتباك كبيرة بعد افتضاح أمره بمقتل جمال خاشقجي، مشيرا أنه حاليا يعمل على إخفاء آثار جريمته باعتقال جميع أعضاء الفريق الذي نفذ العملية ومراقبة أي شخص داخل دائرته كان على علم بالأمر.
وقال “مجتهد” في تدوينة له على حسابه بتويتر حيث يتابعه أكثر من 2 مليون شخص:”ابن سلمان يخفي كل من ساهم في قتل خاشقجي أو علم شيئا”
وتابع أن الخمسة عشر شخصا الذين أعلنت السلطات التركية أسمائهم واتهمتهم بالوقوف وراء تصفية “خاشقجي” كلهم مسجونون.
وأشار أيضا إلى الاستدعاء المفاجئ لخالد بن سلمان سفير المملكة بواشنطن بقوله:” يعتقد أنه لن يعود قريبا”؟
واختتم مجتهد تدوينته بالقول:”بقية من شارك في الترتيبات مأمورون بالتزام بيوتهم”، وتساءل:” هل يكون غياب سعود القحطاني عن التويتر ثلاث أيام في نفس السياق؟”
وعلى غير عادة النظام السعودي الذي ظل يمارس القمع والتنكيل بمعارضيه غير آبه بردود الفعل الغربية والانتقادات الدولية، خرج أعلى مسؤول أمني في المملكة لينفي الاتهامات الموجهة للقيادة السعودية بإصدار أوامر باغتيال وتصفية الصحافي جمال خاشقجي، الأمر الذي يثبت أن “ابن سلمان” ونظامه قد وقعا في ورطة كبيرة لم يجدوا بعد سيناريو للخروج منها ويماطلون بتصريحات واهية دون تقديم أي أدلة.
وقال وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، إن الاتهامات بوجود أوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة، وإن المملكة تستنكر ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات لها.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية “واس” فجر اليوم، السبت، أن بلاده حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي، كما قال إن بلاده حريصة على مواطنيها في الداخل والخارج.
ويأتي بيان وزير الداخلية السعودي -على ما يبدو- تعليقا على تقارير أوردتها الصحافة الأميركية، بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تشير إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر باستدراج جمال خاشقجي واعتقاله.
هل بدأت السعودية تهيئة الرأي العام للاعتراف بحادثة قتل خاشقجي؟
وبعد أن ضاق الخناق على النظام السعودي، بفعل الغضب العالمي من جريمة إخفاء أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله للقنصلية السعودية في إسطنبول، بدأت عدد من وسائل إعلام ابن سلمان، وأذرعه الإعلامية تبرير تصفية خاشقجي، في خطوة قد تكون مقدمة لتهيئة الرأي العام للاعتراف بقتله.
ونشرت صحيفة عكاظ التابعة لابن سلمان، مقالاً بعنوان “خاشقجي..عندما تصور نفسه كسينجر”، يتهم خاشقجي بالعمالة لقطر والعمل على هدم الدولة من الداخل، وتشويه صورة المملكة أمام الغرب.
وجاء في المقال، الذي أعادت كافة وسائل الإعلام السعودية نشره، إنه “تصادف خروج جمال من السعودية الموقف الرباعي للدول المناهضة للإرهاب من قطر. الأزمة مع الدوحة كشفت من تلوثت أيديهم بالمال القطري، ولم يستطيعوا إلا تأييد مواقفها خشية ابتزازهم وكشفهم”.
وأضاف، “أسابيع وبدأت أنياب جمال تخرج، وبدأت مواقفه تصبح أكثر حدة وخشونة، كان أولها انحيازه الكامل لقطر ضد دولته الأم، ظهر جمال في القنوات الغربية متحمسا لأمير قطر تميم، ومعارضا بالكامل للقيادة السعودية، متهما المملكة والدول الثلاث الأخرى «مصر، الإمارات، البحرين» بالتهور والانحياز ضد قطر، ولم يكتف بذلك بل ظهر في حوارات موسعة مع صحف وقنوات تابعة لنظام الدوحة، منها الشرق القطرية التي قال متهكماً على موقف بلاده: إن السعودية فشلت في إخضاع قطر، وإن الرياض لا تملك إجابة عن الإسلام المعتدل، وإن حكم الفرد لا يأتي بخير”.
واتهمت الصحيفة خاشقجي، بعقد بلقاء سري مع أمير قطر في فندق الفور سيزن في نيويورك عند زيارة تميم لها سبتمبر 2017، وأصبح جمال منحرطاً تماما مع الموقف القطري، وجزءا من مدفعية قطر في الهجوم على الأمير محمد بن سلمان شخصياً ومحاولة اغتياله معنوياً”.
وزعمت الصحيفة، أن قطر سهلتلجمال الكتابة في صحيفة الواشنطن بوست، التي تمتلك نصف أسهمها وتتحكم في توجهاتها التحريرية، حيث كانت كتابات جمال وآراؤه في التلفزيونات ومراكز الأبحاث الغربية عبارة عن سموم سوداء تجمعها 4 محاور هي السعي المتعمد والممنهج لهدم الدولة السعودية ومحاولة إفشال العلاقة مع الدول الحليفة أمريكا، مصر، البحرين، الأردن، الإمارات، واتهام الرياض بالعلمانية واستبدال مشروعها الفقهي لإحداث فصل بينها وبين مكونها الشعبي والإسلامي، وشويه صورة السعودية وتسميم مشاريعها، وتكريس صورة ذهنية بأنها ضد التيارات، مع قيام جمال بتنظيف سمعة الإرهابيين والحركيين، ودفع الإعلام الغربي وكتاب الرأي والأعمدة في الصحف الشهيرة وأعضاء الكونجرس الأمريكي ومراكز الأبحاث لأخذ مواقف عدائية منها، والانخراط في مشروع إقليمي تقوده قطر وتركيا وإيران والتنظيم العالمي للإخوان لخلق معارضة سعودية مقنعة بعد فشل استمر لعقود”.، بحسب زعم الصحيفة.
وتابعت الصحيفة السعودية، أن “جمال قد شارك منتصف العام في مؤتمر نظمته الدوحة تحت ما يسمى بالمعارضة السعودية، لقد اصطف مع محمد المسعري وسعد الفقيه المتهمين بمحاولة اغتيال الملك عبدالله، وغانم الدوسري الأراجوز الذي تديره الدوحة، إضافة لبعض الهاربين من قضايا حقوقية وأخلاقية”.
ولم يكن هذا المقال الوحيد الذي يقدم أسباباً وذرائع لتصفية جمال خاشقجي، حيث ظهر الصحافي يوسف علاونة المعروف بقربه من البلاط الملكي السعودي، اتهم فيه خاشقجي بدعم أطراف في العائلة المالكة على حساب أطراف أخرى.