كشفت أوساط استخباراتية غربية أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يجري حاليا محاولات حثيثة لعرقلة اجتماع "هيئة البيعة" بشكل منتظم، وصولا إلى منع اجتماع تشاوري على نطاق واسع، كان من المفترض أن يعقد، خلال الأيام القليلة الماضية.
ويبدو أن جهود "ابن سلمان" في هذا المجال تحظى بإسناد ودعم من أطراف مهمة في إدارة وعائلة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وفي الجبهة الإسرائيلية، وتحديدا الاستخبارية، بحسب "القدس العربي".
وقالت "القدس العربي"، نقلا عن مصادرها الخاصة (لم تسمهم)، إن أمراء كبارا أوصلوا رسائل إلى الملك "سلمان"، عبر مستشاره الرئيسي "خالد الفيصل"، يطالبونه فيها بضرورة التحرك لاحتواء الانعكاسات الخطيرة لمقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، لأنها تمس مستقبل البلاد ومستقبل الملكية.
ومنذ أيام، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نقلا عن مصادر دبلوماسية في باريس والرياض، إن "هيئة البيعة" بالسعودية تنظر حاليا في إجراءات تعيين ولي لولي العهد الحالي، يرجح أن يكون "خالد بن سلمان"، السفير الحالي للمملكة في واشنطن، والذي كان قد غادرها، منذ أيام، وقيل إنه لن يعود إليها مجددا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن إجراءات أولية لتعيين ولي لولي العهد كانت ستبدأ بالفعل، وبأعلى درجات الاهتمام والسرية، وذلك مع تزايد الضغوط الدولية على السعودية على خلفية قضية "خاشقجي".
ونقلت "لوفيغارو" عن مصدرها الموجود في الرياض قوله إنه "إذا تم تعيين الأمير خالد بن سلمان كولي لولي العهد، فإن ذلك يعني أن شقيقه محمد بن سلمان سيغادر منصبه في المدى المتوسط، ما يعني أن فرع عائلة سلمان سيحتفظ بالسلطة، وتلك هي أولوية الملك".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه إذا قامت هيئة البيعة بتعيين ولي لولي العهد من فرع آخر غير فرع الملك "سلمان"، فإن ذلك يعني أن "محمد بن سلمان" سيحتفظ بالسلطة في نهاية قضية "جمال خاشقجي" المظلمة.
واعترفت السعودية، رسميا، في الساعات الأولى من صباح السبت، بأن "جمال خاشقجي" قتل داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد شجار مع أشخاص (لم تسمهم)، لكنها قالت إنه تم توقيف نحو 18 شخصا في المملكة بهذه التهمة، وأنه سيتم إحالتهم إلى العدالة.
والأحد، تعهد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بكشف تفاصيل مختلفة عن حادثة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في خطابه أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية"، الثلاثاء المقبل.
وخلال كتابة تلك السطور، توالت أنباء عن مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بنظيره التركي، قبل أقل من 48 ساعة على الموعد الذي حدده "أردوغان" لسرد تفاصيل ما حدث لـ"خاشقجي"، وفقا للأدلة والتفاصيل التي توصلت إليها السلطات التركية، بعد تحقيقات مكثفة ودقيقة، ويتوقع أن تنسف تلك التفاصيل الرواية السعودية، التي أعلنت، صباح السبت، وتلقفها "ترامب" بترحيب، لكنها لم تحظ بمصداقية في الكابيتول هيل، علاوة على عواصم غربية أخرى.