قالت صحيفة “لوتان” السويسرية إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي كشف بوضوح عن مدى نفاق الغرب الذي يغض الطرف عن بيع الأسلحة لبلاد في حالة حرب مثل السعودية لأسباب اقتصادية.
وتناولت الصحيفة جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول التركية، وتحدثت في السياق عن كيفية إضفاء الحجم الاقتصادي لتجارة الأسلحة الشرعية على بعض الحروب.
وتضيف أن مقتل خاشقجي وما تبعه من هلع في العالم قد ينجح فيما فشلت فيه النداءات المتكررة لوقف بيع الأسلحة للسعودية، التي تشن حربا دامية ومدمرة على اليمن.
وتشير إلى أنه في حين فاجأت ألمانيا الجميع بإعلانها تعليق بيع الأسلحة للسعودية، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اكتفى بالإعلان أنه يفكر في الأمر.
وتتساءل الصحيفة “هل يعتبر مقتل الصحفي أقوى تأثيرا من مقتل المدنيين ومن المجاعة التي تهدد نصف سكان اليمن بحسب منظمة الأمم المتحدة؟”.
وتقول لوتان إن السلاح يشكل وقود كل حرب، وإن وقف إمداده أو خفضه يؤدي إلى إنهاء هذه الحرب.
وتضيف أن الغرب تساءل منذ قرون عن الأسباب التي يمكن أن تبرر مشروعية الحرب، مشيرة إلى أن الأكويني كان أول من أتى بجواب شبه تشريعي لهذه القضية في كتابه “المجموعة اللاهوتية”.
ويرى توما الأكويني أن الحرب في حد ذاتها ذنب يجب الابتعاد عنه، ولكن قد تفرض نفسها وعندئذ يجب التكيف معها، كما يرى أنها لا تكون شرعية إلا إذا تحققت ثلاثة أسباب، أولها أن تكون معلنة من جانب سلطة عامة، وثانيها أن تكون قضيتها عادلة مثل كونها لرفع ظلم أو لدرء مفسدة، وأما الثالث فهو أن يكون من يشنها ذا نية سليمة هدفه القضاء على الشر.
وتضيف الصحيفة أن كل جيل يضيف بعد سابقه أسبابه حتى وصلنا لجيلنا الحالي الذي يرى أن شرعية الحرب مستمدة من تنمية تجارة الأسلحة التي تدر المال وفرص العمل.