بعيداً عن السخرية وقريباً من الواقع ألا يصح القول بأنه من المفترض على كل مواطن سعودي أو غير سعودي اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية قبل دخول أي قنصلية أو سفارة سعودية بعد جريمة قتل خاشقجي البشعة؟..
إليك عزيزي القارئ بعضاً من هذه الإجراءات الضرورية لتحمي نفسك ربما أو ليتم العثور عليك إن حدث لك أي مكروه لا قدر الله..
1 – اصطحب معك مرافقاً..
تشير المعلومات والمصادر الأمنية في تركيا أنه لولا وجود خديجة جنكيز خطيبة الراحل جمال خاشقجي على أبواب القنصلية، وهي التي كانت برفقته أثناء دخوله إليها، لما علم أحد بجريمة قتل وتقطيع جثته، ولربما صدق العالم بأن جمال دخل القنصلية وخرج دون أن يحدث له أي مكروه..
وهنا يجب عليك أيها السعودي بغض النظر عن خلفيتك أو انتماءاتك أن تسطحب معك مرافق لينتظرك خارج أسوار أي قنصلية او سفارة سعودية ليخبر المرافق الجهات الأمنية بأنك دخلت ولم تخرج، ليتم إنقاذك وإخراجك سالماً بإذن الله.
2 – لاتصدق عبارة عد بعد يومين.. أنجز معاملتك فوراً
قصة جمال خاشقجي بدأت عندما زار القنصلية السعودية في اسطنبول لإنجاز ورقة جوازة من خطيبته خديجة جنكيز، وبعرف المعاملات فإن هذه الورقة لا تحتاج سوى دقائق أو ربما ساعة ليتم تسليمها للمراجع، إلا أن من في القنصلية طلبوا من خاشقجي الذهاب والعودة بعد عدة ايام ليتم الترتيب للجريمة والتحضير لها... فلو فهم جمال أنها مكيدة بالتأكيد لما قرر العودة وربما خرج من تركيا كلها...
لذلك ينصح لك مراجع القنصليات والسفارت السعودية أن تنهي أوراقك من الزيارة الأولى حتى ولو طلب منك الانتظار لساعات طويلة، فالإنتظار الطويل أفضل من مفارقة الحياة إلى الأبد...
3 – اشتر ساعة تسجل ...
ربما تكون رواية الساعة التي كان يرتديها جمال خاشقجي وتسجيلها عملية قتله وتقطيعه ليست صحيحة 100%100 ، إلا أنها قد تكون مفيدة بشكل كبير في حال تمكن أي مراجع للسفارات والقنصليات السعودية من تشغيل الساعة وربطها بجهاز الهاتف الموجود مع المرافق خارج القنصلية بشكل صحيح، لأن هذه الميزة متوفرة حقاً في الأجهزة المتطورة، وبالتالي سيسجل الهاتف كل شي يحدث داخل القنصلية وينقله للخارج وستعرف الجهات الأمنية بأن حادث ما جرى داخل المبنى وتسرع لإنقاذ من في الداخل قبل حدوث اي مكروه..
4 – لا تذهب أخر أوقات الدوام
من المحزن بأن عملية قتل جمال خاشقجي تمت في وقت لا يتواجد فيه عدد كبير من الموظفين لأن جمال حضر في نهاية الدوام الرسمي، الأمر الذي جعل من جريمة قتله تتم من دون ضجة أو فضيحة داخل القنصلية، خاصة وأن المعلومات تشير إلى قيام السلطات في القنصلية بتسريح الموظفين مبكراً..
هذا الأمر يستدعي منك إن أردت زيارة أي بعثة دبلوماسية سعودية أن تذهب مبكراً لتضمن وجود عدداً كبيراً من المراجعين والموظفين، وفي حال الشعور بأن القنصلية أو السفارة فارغة فينصح هنا بعدم الدخول والهروب فوراً خوفاً من أن يكون في الكواليس أمر ما من شأنه الضرر بك او اعتقالك.
5 - أبلغ سفارة بلدك
من المهم إبلاغ سفارة بلادك إن كنت غير سعودي ولديك نية لمراجعة القنصلية أو السفارة السعودية في أي مكان من العالم، وإن كنت سعوديا فإن الله معك .
6 - اكتب في حساباتك على مواقع التواصل
أذكر لمن يتابعك على وسائل التواصل الاجتماعي أن لديك مراجعة لدى إحدى السفارات أو القنصليات السعودية حتى يقوم أصدقائك بالبحث عنك والوقوف معك وإثارة الرأي العام لأجلك أن حدث معك أي مكروه لا سمح لله.
كل ما سبق عزيزي القارئ هي إجراءت احترازية تحمل ربما في جنباتها نوعاً من السخرية إلا أنها في غاية الأهمية حرصاً على حياتك ومستقبلك في بلد يحكمها من يرد على الكلمة بالمنشار..
آخرون فضلوا عدم النوم بين القبور ولا رؤية المنامات البشعة، فقرروا قطع الطريق من بدايتة والإقرار بعدم زيارة أي بعثة دبلوماسية سعودية تحت أي ضغط أو ظرف خوفاً على أنفسهم وحماية لهم..
يقول الشاعر محمود ناجي الكيلاني في قصيدة بعنوان: لن أزور القنصلية
إن من شر البلية …… إرتباطي في “ولية”
حبها يحتاج ختماً …… من جناب القنصلية
بعد ما عادت بلادي …… قبل عصر الجاهلية
يا بهاءالكون عندي …… يا كياني.. يا حلية
إتركيني في المنافي …… خلف عين الداخلية
وإذكري عشقي بصمت …… مثل بكر مجدلية
إنني للحب ذبحاً …… ليس عندي قابلية
لست (خاشقجي)لأقضي… تحت ساطور الخلية
هاك رداً من فؤادي… لن أزور القنصلية
أحـمـد إبـراهـيـم