ذكرت تقارير إعلامية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيزور موريتانيا الشهر المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وكبار المسؤولين في الدولة، وذلك ضمن جولة تقوده لعدد من الدول العربية تهدف لتلميع صورته، عبر كسب ولاء بعض الأنظمة العربية والأفريقية.
"
بن سلمان يسعى للضغط أكثر على موريتانيا لمسايرة سياساته في المنطقة
"
ويزور ولي العهد موريتانيا يوم الأحد، الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بعد مشاركته في قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس الأسبوع المقبل.
ويرى الباحث أمحمد ولد محمد سيد أحمد، أن زيارة ولي العهد السعودي لموريتانيا تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ أكثر من أربعة عقود، كما أنها تدخل ضمن استماتة الرجل لتلميع صورته الدموية ومحاولة "شراء" ولاء الدول "الفقيرة" في القارّة الأفريقية، بعد تورطه في عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل سفارة بلاده في مدينة إسطنبول التركية بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف ولد محمد سيد أحمد في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن "بن سلمان يسعى للضغط أكثر على موريتانيا لمسايرة سياساته في المنطقة، وتأييد مساعيه الرامية إلى تعزيز الوجود السعودي في أفريقيا، والتمكين لطموحاته التي تضع في الأولوية رفع الحرج الذي أداه تورطه المباشر في مقتل خاشقجي، وكونه المسؤول الأول الذي أعطى أوامره لتنفيذ العملية داخل الدولة التركية في تصرف خطير هو الأول من نوعه".
وتطرّق ولد محمد سيد أحمد، إلى الحضور الدبلوماسي الموريتاني الداعم للمملكة العربية السعودية منذ مقتل جمال خاشقجي، والبيانات المتتالية المدافعة عن ولي العهد، مشدداً على أن خلفية الزيارة هي توفير دفع قوي لوقوف موريتانيا مع ولي العهد في محنته الحالية، وذلك عبر توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، وتنازل المملكة عن ديونها على نواكشوط، وإعلان منح مالية جديدة لصالح البلد، كتبرعات شخصية من ولي العهد السعودي.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالمواقف الرافضة لزيارة ولي العهد السعودي، وذلك بعد إعلانها عبر بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، وصفه ضيفاً غير مرحب به، لكونه المسؤول عن جريمة مقتل خاشقجي، وكذلك مواقفه من التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، وحصار دولة قطر، وهي أمور مجتمعة أدت إلى رفض الرجل عربياً وعالمياً.
بدوره، يشير الصحافي إمام الدين ولد أحمدو، إلى أن الشارع الموريتاني سيتحرك رفضاً لزيارة ولي العهد السعودي مع اقتراب موعدها المحدد، لرفضه سياسات بن سلمان، وإقدامه على جريمة القتل البشعة، وحربه الدموية ضد اليمنيين ومحاولته زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويتوقع ولد أحمدو في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن يرفض الموريتانيون بشدة زيارة ولي العهد السعودي للعاصمة نواكشوط، وأن تخرج المسيرات المنددة بقدومه في العاصمة وعدد من المدن الأخرى.