علقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على التسريبات التي نشرت لاتصالات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومستشاره المقرب سعود القحطاني الذي تم عزله، مشيرة إلى أن هذه التسريبات ساعدت في تقوية التقييم الذي قدمته “سي آي إيه” ودور ولي العهد بقتل خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية قالوا إن القحطاني الذي كان على قائمة السعوديين الذين استهدفتهم الولايات المتحدة بالعقوبات الشهر الماضي ويشك بتورطهم في مقتل الصحافي خاشقجي تواصل مع ولي العهد 11 مرة.
وتزامنت هذه مع تقدم فريق القتل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لتنفيذ العملية.
وترى الصحيفة أن التبادل في المعلومات كان العامل الرئيسي في تقوية تقييم “سي آي إيه” وأن محمد بن سلمان هو من أمر بالقتل.
هذا هو الدليل القاطع
وقال بروس ريدل، المحلل السابق في” سي آي إيه” والزميل الباحث في معهد بروكينغز “هذا هو الدليل القاطع أو على الأقل المكالمة الهاتفية القاطعةّ” مضيفا “هناك امر واحد ربما كانا يتحدثان عنه وهذا يعني أن ولي العهد كان يبحث عن جريمة مدبرة”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم السبت أولا عن وجود هذه المكالمات والتي اطلعت على تقييم سري للمخابرات الأمريكية بشأن مقتل خاشقجي.
وأغضب تسريب الوثيقة مديرة المخابرات جينا هاسبل وزادت من مطالب أعضاء الكونغرس لكي تظهر هاسبل أمامهم في الكابيتال هيل.
وكان القحطاني واحدا من أهم مستشاري الأمير عندما سجلت المخابرات التركية ماهر المطرب، مسؤول الفرقة اتصالات له مع القحطاني ويخبره بأن المهمة قد أنجزت “أخبر رئيسك” أي محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة إن البيت الأبيض وترامب لم يظهرا أي ميل لحرف دعمهما عن الأمير محمد. وحتى بعض النواب الجمهوريين يقولون في أحاديثهم الخاصة إنهم لا يدعمون فرض عقوبات قاسية على السعودية، رغم ثقتهم بأن الامر صدر من ولي العهد. ويبررون موقفهم بأن العقوبات ستؤثر على دعم السعودية للمواجهة ضد إيران.
وتساءل ريدل “هل سيتخلى البيت الأبيض عن التستر على التستر؟ لا أرى أية إشارة أنهم مستعدون لتغيير النبرة” و “لكنه بالتأكيد سيزيد من الضغوط على هاسبل كي تقدم شهادة أمام الكابيتال هيل”. ولم يرض النواب عن غياب مديرة المخابرات عن جلسة يوم الأربعاء المغلقة التي حضرها وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو. وربما قدمت هاسبل شهادة في العام المقبل.
ولكن المسؤولين في الكونغرس عبروا عن رغبتهم برؤية هاسبل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ قريبا إن لم يكن هذا الأسبوع.
تساءل ريدل “هل سيتخلى البيت الأبيض عن التستر على التستر؟ لا أرى أية إشارة أنهم مستعدون لتغيير النبرة” و “لكنه بالتأكيد سيزيد من الضغوط على هاسبل كي تقدم شهادة أمام الكابيتال هيل”.
واطلع المسؤولون في “سي أي إيه” قادة اللجان في الكونغرس عما توصلوا إليه لكن ليس هاسبل. كما أن طبيعة الاتصالات التي قد تكون رسائل نصية أو مكالمات حساسة وقد تتردد “سي آي إيه” عن الطريقة التي جمعت فيها المعلومات.
ولا يعرف إن كان لدى الوكالة محتوى للاتصالات أو جوهره وربما جمعت معلومات بيانات.
وهناك أسئلة لا تزال بدون أجوبة تتعلق بما كان القحطاني يخبر ولي العهد به في 11 اتصالا. فربما كانا على تواصل يومي وليس في الفترة التي قتل فيها خاشقجي.