لم يمض وقت طويل عندما أخذ العالم ينظر إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أساس أنه الحاكم الفعلي للسعودية، وعلى أنه الشخص الذي يمكن أن يدخل التغيير الإيجابي في بلاده. لكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة وبات ينظر إلى ابن سلمان على نطاق واسع باعتباره ذلك الشرير الأول في القتل الوحشي للصحافي السعودي جمال خاشقجي.
تلك كانت مقدمة الموضوع الذي نشره موقع “بزنس إنسايدر” أمس والذي سلط الضوء على الكيفية التي بدأ بها العالم يدير ظهره لابن سلمان في أعقاب اعتراف السعودية بقتل خاشقجي، حيث انقلب كل شيء رأسا على عقب بعد الشجب العالمي لعملية القتل التي حدثت في إسطنبول قبل شهرين. وأشار الموقع إلى النشاطات المريبة التي نفذها ابن سلمان مع بداية عهده، كاختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وسجن المنافسين له والناشطين، وصولا إلى مقتل خاشقجي الذي غير الصورة المرسومة عنه، وبدأ العالم يتحول عنه شيئا فشيئا.
وأشار موقع “بزنس إنسايدر” إلى أنه رغم الأدلة التي قدمتها المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) وقالت إنها تحمل مصداقية عالية عن قيام ابن سلمان بإصدار الأمر بقتل خاشقجي، وقف دونالد ترامب إلى جانب ابن سلمان المتهم بإرسال فرقة قتل لإعدام صحافي.
وهكذا مرة أخرى يُتَهمْ الرئيس الأمريكي بتقويض مجتمع الاستخبارات وإضعاف رؤيته، وظل مع ذلك ثابتا على دعمه، حيث تمسك بالمنافع الاقتصادية التي ستنتج عن الشراكة بين البلدين، ولا يوافق السياسيون في أمريكا، بمن فيهم نواب جمهوريون، على موقف الرئيس.
ونقل الموقع ما قاله رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر خرج من جلسة الأربعاء الماضي، فبعد مواجهة قصيرة قدمها وزيرا الدفاع والخارجية للكونغرس، خرج ليقول للصحافيين: لا أعتقد أن أي أحد في الغرفة لا يعتقد أن (محمد بن سلمان) مسؤول عن ذلك. كما صوت مجلس الشيوخ على الدفع بقرار يدعم إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن، بـ63 صوتا مقابل 37 صوتا، وهو القرار ذاته الذي قدم في مارس، حيث فشل بنسبة 55 صوتا ضد 44 صوتا. وأشار “بزنس إنسايدر” إلى ما واجهه محمد بن سلمان من تظاهرات أثناء زيارته لتونس، وكانت بمثابة توبيخ من مواطني دولة عربية رفعوا شعارات أكدت أن تونس لا ترحب بقاتل، وشجبت حكام تونس وقرارهم استقبال ابن سلمان.