كتبت صحيفة "الديار " تقول : يبدو ان الاخ الاصغر للملك سلمان بن عبد العزيز الذي استدعاه من لندن وهو معارض معتدل لا يقوم بالتصريح، لكن له موقف ضد ولي العهد محمد بن سلمان، ويرى انه متهور في خطواته، وقد تم تكليفه من الملك السعودي حل مشكلة عرش آل سعود بعدما اهتز اثر مقتل الصحافي جمال خاشقجي واتهام ولي العهد بقتله. وطلب محاكمة ولي العهد دوليا وفرض عقوبات على السعودية من الكونغرس الاميركي ما لم يحصل تغيير ولي العهد محمد بن سلمان، اضافة الى قطع الإمدادات العسكرية عن السعودية وفرض عقوبات شديدة واجبارها على الاستمرار في ضخ النفط الى الولايات المتحدة رغما عن اي قرار سعودي لان الجيش الاميركي عندئذ سيقوم بالسيطرة على شركة ارامكو وتصدير النفط السعودي بالقوة الى الولايات المتحدة.
و لفتت الصحيفة الى ان تعداد الجيش الأمريكي في السعودية يبلغ زهاء 125 الف ضابط وجندي، اضافة الى 78 قطعة حربية و360 طائرة حربية اميركية موجودة في القواعد السعودية يستطيع الجيش الاميركي من خلالها السيطرة على الحكم في السعودية وفرض تصدير النفط السعودي الى الولايات المتحدة اذا لم يتم تغيير ولي العهد محمد بن سلمان ورفض الخضوع لهذا القرار وقرر عدم ضخ النفط السعودي الى اميركا.
اقتراح الامير احمد بن عبد العزيز هو تعيين الامير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد محمد بن سلمان والذي يشغل حاليا منصب سفير السعودية في واشنطن ولياً للعهد، على ان يغيب محمد بن سلمان لمدة 6 اشهر في موسكو او في سوتشي في ضيافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى حين انهاء المحاكمات والقرارات الدولية بشأن اتهام محمد بن سلمان بقتل الصحافي خاشقجي بخاصة قرار مجلس الشيوخ الاميركي لفرض محاكمة محمد بن سلمان. كما ان الكونغرس المؤلف من مجلس الشيوخ والنواب سيتخذ قرارات صارمة حيال السعودية واجبارها على ضخ النفط بالقوة الى الولايات المتحدة، واي امير او ضابط يعطي اوامر بوقف ضخ النفط الى اميركا فان الجيش الاميركي سيعتقله وقد يهز عرش آل سعود ويقوم بتعيين ضابط كبير في الجيش السعودي حاكما للسعودية واسقاط عرش آل سعود وإبداله بجمهورية سعودية رئيسها ضابط سعودي ويكون ولاؤه لاميركا، وهي التي لديها اكثر من 400 ضابط برتبة جنرال اعلى رتبا من الجيش السعودي يخضعون للجيش الاميركي مباشرة.
اما الملك سلمان فيريد الحفاظ على عرش آل سعود وهو موافق على تعيين نجله الامير خالد بدلا من شقيقه محمد وان يحيد محمد بن سلمان عن الطريق حاليا الى حين الانتهاء من قضية مقتل الصحافي خاشقجي الذي اتهمه الكونغرس الاميركي الذي يحكم اميركا وليس الرئيس الاميركي، لانه يحق للرئيس فقط وضع الفيتو. لكن اذا قام مجلس الشيوخ ومجلس النواب بشكل نهائي فلا يستطيع الرئيس الاميركي وضع فيتو. وعليه، فان الحكومة والرئيس مجبران على تنفيذ قرار مجلس الشيوخ، ذلك ان قاتل الصحافي خاشقجي هو محمد بن سلمان ويجب تغييره وفرض عقوبات على السعودية ما لم يحصل ذلك.
الامير خالد الشقيق الاصغر لولي العهد محمد بن سلمان هادئ، وبعد ان قام بدوره سفيرا للسعودية في واشنطن، تفاهم مع الاميركيين ولهم ثقة به ويقبلونه ان يكون وليا للعهد كي يستمر عرش آل سعود. اما اذا تم رفض الطلب الاميركي بعدم تغيير ولي العهد الحالي محمد بن سلمان فعرش آل سعود سيسقط بضربة اميركية قاتلة، وهذا هو خوف الملك سلمان الذي استدعى شقيقه الامير احمد بن عبد العزيز، وهو المعروف بحكمته وعقلانيته ويعيش في لندن منذ سنوات ووقف ضد سياسة محمد بن سلمان، لكنه لم يصرح بالانتقاد بل كان يكتب لشقيقه الملك سلمان يبلغه عن ضرورة ضبط حركة نجله ولي العهد محمد لان الامور خطرة، الى ان وصل ملك السعودية الى قناعة ان شقيقه الامير احمد على حق وعندئذ استدعاه منذ 3 اشهر من لندن وطلب منه مع ثلاثة امراء كبار من آل سعود البدء بضبط محمد بن سلمان، وهنا الرواية بشأن قضية استدعاء الملك سلمان لشقيقه الامير احمد بن عبد العزيز؟
لماذا استدعى الملك سلمان شقيقه الامير احمد بن عبد العزيز
كتب رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفد هيرست أن الأخ الأصغر للملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز عاد إلى السعودية بعد غياب طويل في لندن لتصعيد التحدي لولي العهد محمد بن سلمان أو إيجاد شخص يستطيع ذلك.
وقال هيرست في تقرير حصري إن الأمير السبعيني، أحد النقاد العلنيين لمحمد بن سلمان، سافر بضمانات أمنية من مسؤولين أميركيين وبريطانيين. وأشار إلى ما قاله مصدر سعودي مقرب من الأمير أحمد للموقع "بأنه وآخرون من الأسرة قد أدركوا أن ابن سلمان قد أصبح ساما". وأضاف المصدر أن "الأمير يريد أن يقوم بدور لإحداث هذه التغييرات، مما يعني إما أنه هو نفسه سيؤدي دورا رئيسيا في أي ترتيب جديد وإما أنه سيساعد في اختيار بديل لمحمد بن سلمان".
وقال المصدر أيضا إن الأمير عاد "بعد مناقشات مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين"، أكدوا له أنهم لن يسمحوا بأن يمسه أذى، وشجعوه على القيام بدور مغتصب السلطة. وعلق هيرست على ذلك بأن الأمير أحمد محمي بحكم منزلته في العائلة المالكة بغض النظر عن الضمانات الغربية.
وأشار الموقع إلى أن الأمير أحمد عقد لقاءات خلال وجوده في لندن مع أعضاء آخرين في الأسرة الحاكمة السعودية الذين يعيشون حاليا خارج المملكة، وأنه استشار أيضا شخصيات داخل المملكة لديهم مخاوف مماثلة، وشجعوه على اغتصاب السلطة من ابن أخيه.
ثلاثة أمراء
وأشار الموقع أيضا إلى وجود ثلاثة أمراء كبار يؤيدون تحرك الأمير أحمد لا يمكن تسميتهم خشية تعرض أمنهم للخطر، وجميعهم في مناصب عليا بالجيش وقوات الأمن. وأضاف أن عودة الأمير أحمد ستزيد الضغط على ابن سلمان الواقع في قلب المواجهة بين السعودية وتركيا بعد مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
"قبل قضية خاشقجي كانت معارضة الأمير أحمد لابن أخيه معروفة للجميع، وعارضه علانية في ثلاث مناسبات".
وذكر هيرست أنه قبل قضية خاشقجي كانت معارضة الأمير أحمد لابن أخيه معروفة للجميع، وأنه عارضه علانية في ثلاث مناسبات. الأولى في صيف 2017 عندما كان شقيق الملك أحد ثلاثة أعضاء في مجلس البيعة، وهي هيئة من كبار العائلة المالكة مكلفين اختيار الخلافة، لمعارضة تعيين ابن سلمان وليا للعهد. وأشار إلى أن الأمير أحمد لم يعط بيعة الولاء لابن أخيه عندما عيّن وريثا للملك سلمان.
والمناسبة الثانية عندما توفي عبد الرحمن بن عبد العزيز أخو الأمير أحمد والملك سلمان العام الماضي، حيث لم تعلق سوى صورتين فقط في الاستقبال الاحتفالي الذي أقامه الأمير أحمد وكانتا للملك عبد العزيز والملك الحالي. وكانت صورة ولي العهد مفقودة بشكل ملحوظ.
والمناسبة الثالثة كانت الشهر الماضي عندما دنا الأمير أحمد من محتجين يمنيين وبحرانيين خارج منزله في لندن كانوا يصمون آل سعود بأنهم عائلة مجرمين، وقال لهم وقتذاك إن العائلة برمتها لا تتحمل مسؤولية الحرب في اليمن، بل يتحملها الملك وولي العهد. وقال الأمير أحمد موجها كلامه باللغة العربية "هما مسؤولان عن الجرائم في اليمن. وطلبوا الى محمد بن سلمان أن يوقف الحرب".
نظير تاريخي
وألمح هيرست إلى أن الأمير أحمد لديه دعم من شخصيات هامة في الأسرة الحاكمة الذين يعتقدون أن ولي العهد بعد قضية خاشقجي أصبح موصوما في الغرب إلى الأبد وأنه سام لسمعة العائلة ككل.
وفي المقابل أشار هيرست إلى وجود اختلاف في الآراء بين المنفيين السعوديين الآخرين في لندن وإسطنبول، حيث يصف البعض الأمير أحمد بأنه شخصية ضعيفة جداً لإحداث تغيير في المملكة، ويقول آخرون إن لديه دوافع شخصية للتخلص من ابن سلمان.
وعلق هيرست بأن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الأمير أحمد سيتمكن من أداء الدور نفسه الذي قام به الملك فيصل الذي أطاح أخاه سعود في الانقلاب العائلي الوحيد السابق في عام 1964، ولكن إذا فشل كل شيء فقد يجد نفسه في نظير تاريخي آخر ألا وهو محاولة أحمد شفيق للإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات آذار.
فقد شُجع شفيق، الذي كان ينظر إليه على أنه أخطر منافس للسيسي، على العودة إلى مصر بعد مدة نفي في دبي. ولكن بعد عودته تبرأ منه زملاؤه الجنرالات في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأجبر على التخلي عن التحدي الرئاسي