إدارة الدولة ومؤسستها في العهد الجديد

خميس, 01/03/2019 - 23:05

مقومات  نجاح أدارة  الدولة  ومؤسساتها  بحاجة إلى توفر  عدة ظروف ، وفي مقدمتها استقرار  الوضع  الأمني  والاقتصادي والسياسي  وجوانب أخرى متعددة ، وفي حالة وجود  معوقات أو ظروف صعبة  معينة  تكون المهمة ليست سهلة تماما لكنها  في الوقت نفسه ليست مستحلية  من خلال تجارب دول كثيرة .

ومهما  كانت الظروف  العامة  للبلد ، والتي تعرضت إلى انتكاسات كبرى  عملت اغلب قيادات تلك الدول إلى إعادة ترتيب أورقها لتكون قوة وعظمة اغلب هذه الدول لم تأتي من فراغ ، بل من  خلال  بناء مؤسسات حكومية قوية  و قادرة على فرض سلطة القانون ، و القدرة على اتخاذها القرارات  دون التأثير عليها من أي طرف داخلي أو خارجي لان مصلحة البلد وأهله  تأتي  في المقام  الأول  ،  و تحقيق  الأمن  والاستقرار ، ووضع  الخطط   والبرنامج  الحكومية المطلوبة  من  اجل  القيام  بمشاريع  الأعمار والبناء للنهوض  بواقع  البلد في  مختلف  النواحي  والجوانب ، وتطوير وتنمية قدراته وإمكانياته المتاحة هذا على مستوى الوضع الداخلي للبلد .

وعلى المستوى الخارجي   فلا  يختلف الحال عن  وضعها  الداخلي  في قدرتها على رسم السياسية الخارجية للبلد وفق مصالحها ، وإقامة علاقات ثنائية  مبنية  على أساس  الاحترام  المتبادلة  وعدم  التدخل  في الشؤون الداخلية .

أما في عهدنا  الجديد ما بعد السقوط  فان  عمل اغلب القيادات الحاكمة على إدارة الدولة ومؤسساتها على العكس  تمام مما ذكرنها مسبقا ، بل كان دورها أو مشاريعها أو مخططاتها يخدم مصالحها ومصالح الغير ، ويعمل استمرار مسلسل دمار البلد على نحو أسوا من السابق بكثير جدا .

ولعل حجج أو مبررات من يحكمنا اليوم في فشلهم أو عدم نجاحهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ،  بسبب المشاكل المتراكمة من حكم البعث المنصرم ، وبين تحديات المرحلة الجديدة واقصد هنا التجربة الديمقراطية في العراق،  والصراع  الداخلي  بين   قوى الداخلي بمختلف عناوينها أو مسمياتها  ، والصراع الإقليمي المشتعل وانعكاساتها السلبية على وضع البلد العام .

وهذه المبررات حقيقية  وواقعية لا غبار عليه ، لكن دول كثيرة تعرضت إلى اشد واعنف مما  تعرضنا  إليه  ،  ونهضت  من تحت الركام  لتكون ضمن الدول  المتطورة والقوية والعظمى ، والسبب وجود قيادات  قوية ومتماسكة وذو خبرة وكفاءة عالية استطاعت من إدارة الدولة ومؤسساتها بشكل مهني  وعملي ، وليس   على أساس التوافق والمحاصصه وإرضاء الآخرين .

إذا أردنا صلاح حالنا  وتغير واقعنا المرير الذي نعيشه اليوم علينا جميعا العمل على دعم والوقوف بجانب القيادات التي  تكون بمستوى المسؤولية والقدرة والكفاءة على إدارة شؤون الدولة ومؤسساتها .

.

ماهر ضياء محيي الدين

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف