منذ تأسيس الدولة العراقية في مارس عام 1921 ولغاية سنة 2003 شهد البلد تحولات ومتغيرات في أنظمة الحكم التي حكمت العراق ، ولكل نظام حكم كان معروف من الجميع بطبيعة حكمها وحكامها .لكنها سقطت وزالت بدون رجعة لأسباب عدة .
سنة 2003 شهد البلد سقوط نظام البعث، وبداية عهد جديد للعراق في ظل تجربة ديمقراطية جديدة ، وبحكم أحزاب سياسية منها الدينية والعلمانية والشيوعية وغيرها ، كانوا ومازالوا في خطاباتهم وشعاراتهم يدعون للتغيير وإصلاح واقع البلد المرير للغاية ، لكن الحقيقية المرة عكس ذلك تماما .
أسباب فشل التجربة الجديدة كثيرة جدا لحكام اليوم بين انعكاسات المراحل السابقة ،وما خلفت من اثأر سلبية على البلد في مختلف الجوانب والنواحي ، وبين تحديات المرحلة الراهنة ، بسبب ملف الخدمات والأمني والبطالة ،والقائمة تطول بفضل رجال البلد والمرحلة ،وحجم الصراع القائم بين في المنطقة بين الكبار ، وانعكاساتها على امن وتقدم واستقرار العراق ودول أخرى في المنطقة .
ويتحججون أو يتذرعون بحجة أخرى في فشلهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ، بسبب دور أو النشاط الخفي الذي يكون وراء الكواليس أو في الغرف الظلمة بما يعرف بالدولة العميقة أو المحادية أو الدولة داخل دولة .
حقيقية كوضوح شمس أب وضع البلد العام منذ تأسيس الدولة العراقية ليومنا هذا بحاجة إلى ثورة إصلاحية كبرى في شتى المجالات ، وقد شهد في الفترات السابقة بعض المشاريع الإصلاحية ، لكنها لم تكون كافية للنهوض البلد أو لأسباب مختلفة ومنطقية في نفس الوقت ، وأيضا يصعب على إي طرف أو جهة العمل ضمن هذه الأوضاع المعقدة للغاية .
.
الدولة المحادية وغير من المفاهيم الأخرى هي الدولة (الأيادي الخارجية ) التي كانت في كل الأوقات السابقة والحالية السبب الأول والخيار لدمار بلدنا الغالي وقتل أهلنا المظلومين ، ومشاكلنا التي لا تعد ولا تحصى ، وهذا الدور سيستمر في المستقبل ،إلا إذ انفجار الشعب بثورة إصلاحية حقيقة .
ماهر ضياء محيي الدين