سورية خيار واحد.. الوفاء بالوفاء

أحد, 04/21/2019 - 10:02

يستمر توسيع أفق التعاون المشترك بين الحليفين الروسي والإيراني مع سورية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وخصوصاً في ظل ما تشهده سورية من عقوبات أوروبية جائرة ومن سياسات معادية في المنطقة.

ونظراً لما تشكله كل من روسيا وإيران على الساحة السياسية، تسعى بعض الدول لتقليدهم دور الوسيط في حل النزاعات مع سورية وهذا ما أكده الوفد الروسي الذي التقى السيد الرئيس بشار الأسد يوم أمس بقيادة مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف و بحث مع الرئيس بشار الأسد تطبيع علاقات سوريا مع الدول العربية.

سورية وعبر السنوات السابقة لم ترفض أي مسعىً للمصالحة والسعي نحو بناء علاقات سورية عربية وطيدة، شريطة احترام السيادة السورية وعدم التطبيع مع العدو أو التحالف معه، وقد خطت البحرين والإمارات خطوة كبيرة في هذا المجال أدت لإعادة فتح سفارتي البلدين في دمشق وإعادة جسور الثقة.

روسيا في اللقاء الأخير سعت لتسوية وجهات النظر بين أطراف النزاع السورية بما يتوافق مع المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وخصوصاً قرار رقم 2254، كما ركزت خلال لقاءها بالرئيس الأسد على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها في أسرع وقت ممكن، فيما تتفق الأطراف جميعها على إنهاء التطرف والإرهاب في البلاد وإنهاء التمرد المسلح غير المشروع.

القيادة السورية أصرت وبشدة على المشي قدماً في المسارين العسكري والسياسي بالتوازي من أجل خلق هدوء كامل على كافة الأرض السورية وإنهاء التواجد المسلح وإعادة الاستقرار السياسي، وهذا ما أكده الرئيس السوري بشار الأسد حيث نوه ل”ضرورة العمل خلال جولة أستانا للتغلب على العوائق التي تحول دون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً حول إدلب، والذي يتمحور حول القضاء على المجموعات الإرهابية المتواجدة فيها والتي تعتدي على المدنيين في المناطق الآمنة المجاورة”.
المساعي السابقة كادت أن تثمر، إلا أن تدخل العديد من الأطراف الخارجية لصالح الأجندة المشاريع الصهيو- أمريكية كان قد أفشل في كثير من المرات كل الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية، كما أن الطرف الآخر لم يتعامل بجدية مع أي هدنة كانت تطرح في المحافل الدولية بالتوافق مع الحكومة السورية.

تغير مفاجئ في سياسات البعض شهدتها الساحة السياسية في اليوميين الماضيين، وبالطبع أن هذا التغيير ليس قراراً ذاتياً إنما تنفيذاً لإرادة قادة هذه الدول في الخارج، فمن غير الطبيعي أن يكون الذئب حملاً وديعاً والعكس.

ما بين السطور قد جرى الحديث عن تقارب سعودي سوري حمله الوفد الروسي معه في اللقاء الأخير، أثار ضجة في الأوساط، إلا أن هذا التقارب بدا غير مألوف وخصوصاً أن السعودية تفتح كامل جبهاتها ضد الحكومة السورية، فكيف لها وهي أول من شارك في تمويل الإرهاب ودعمه خدمة للمشروع الصهيوني الأمريكي في الشرق، وكيف للجمهورية العربية السورية ان تعيد بناء جسر ثقة بينها، والسعودية التي كانت تتبنى مهمة دمار البنية التحتية في سورية سواء عبر إرسال إرهابيين متطرفين للمشاركة في الحرب أو عبر القرارات السياسية المعادية.

سورية وكما اعتادت على رد الوفاء بالوفاء واستبعاداً لكل الظنون التي ترمي لبلبلة الأوضاع وهدم جدار الثقة في قرارات الحكومة السورية والتي بدأت بث تحليلات وآراء عبر عملاء على شبكات التواصل الاجتماعي مفادها أن سورية بين خيارين ستكون إما أن تكون مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية أو مع المملكة العربية السعودية، أما أن تجمع كل الأطراف فهو خيار مستبعد، وخصوصاً ان ايران والسعودية تعيشان تضاد في كل الأصعدة والتوجهات، مع العلم أن الحكومة الإيرانية عبرت أكثر من مرة عن مد يد الحوار للسعودية والنقاش ولا ترى مشكلة في فتح علاقات دبلوماسية معها إلا أن السعودية كانت تغلق كامل الأبواب و العمل زيادة العداء لإيران والتنكر لدورها في الشرق.

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم صرح أن هناك تنسيقاً دائماً بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات الإستراتيجية بين سورية وإيران على أنها الدولة الأولى الداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب خلال سنوات الحرب الثمانية ولاتزال حتى اليوم، وقد نوه الوزير المعلم بانتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب مؤكداً أنها انتصار مشترك للشعب السوري والشعب الإيراني الشقيق وان سورية تتطلع دائماً إلى تحقيق مزيد من الانتصارات.

لا ضير في تراجع الدول العربية عن مواقفها العدائية حيال سورية، ولا ضير في عودة سورية للجامعة العربية لكن بشروط المنتصر وليس المهزوم، وكل ذلك بالإشراك حلفاء النصر، إذا أرادت الدول العربية إثبات صفاء النية وخصوصاً أن السعودية تعهدت إعادة الإعمار ولعله مخطط لمحاولات فاشلة في كسب الطرف السوري على حساب تفكيك العلاقة بين سورية وإيران وروسيا، وبالطبع هذا محال.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف