لم يعد “الفيسبوك” حكرا على الشباب أو صغار الموظفين والبسطاء، إنه يتحول من شبكة للتواصل الإجتماعي، إلى شبكة للقنص والصيد بمختلف أشكاله..يتحول من فضاء يمكن أن يصنع الرأي العام إلى فضاء يلغي الرأي العام الحقيقي، ويصنع العلاقات ويساعد في “زين السعد” ويمهد الطريق للحصول على “نصيب”
هذا الصيد لم يعد فقط خاصا ببعض الشباب”المتبعرص”الجميع يدخل على الخط، والجميع يشارك، ومن المثير أن وزراء وموظفين سامين في الدولة يدخلون على الخط ، ولهم دورهم في هذا الفضاء الإفتراضي الصاخب، حيث يشاركون في توجيه النقد لخصومهم وإبعاده عن مجالهم، ولهم مآرب آخرى في هذا العالم.
الأسماء المستعارة، هي اكثر ما يميز هؤلاء “السامين”، ولاتستغرب حين تلتقي على التواصل الإجتماعي بــ”شبيبة موريتاني” تطلب الرصيد لكن في الطرف الآخر والحقيقي، هناك موظف سامي يعبث ويضيع الوقت العام، وينتظر فرصة القنص ليسدد الطلقة ويؤكد الموعد، وأنه يتحفظ فقط بسبب منصبه ويدخل بهذا الإسم.
“شبيبة موريتاني”.. “منت ريم” ..”شيمني” .. “فالح وشبيبة”..”منت ازويرات” .. “جيجي الصحراوية”..”منت الدشرة”… أسماء عديدة مختلفة تتحرك على المجال وتسيطر عليه بهدوء وتتدخل في كل شاردة وواردة، ولاتستغرب حين يعلق أحد هؤلاء الأسماء بتعليق قوي معزز بالمعلومات والأرقام، إنه يرد بشكله الآخر ووجهه الحقيقي وبصفته الوظيفية.
سيطرة الأسماء المستعارة لاتلغي أنه يوجد من هؤلاء “السامين” من يمتلك حسابا معروفا بإسمه أو صفحة أعدها بعض مقربيه،لكن ليست للتفاعل الحي إنها صامتة صمت القبور.
ويبقى السؤال المهم، لماذا يستخدم هؤلاء جميعا أسماء نسائية أو أسماء تحمل شحنة إغرائية ؟؟