قمة عربية تم إعدادها في وقت قياسي، يتعلق الأمر بالدورة العادية ال27 للجامعة العربية في نواكشوط، والتي جمعت حفنة قليلة من رؤساء الدول.
لأول مرة منذ إنشاء جامعة الدول العربية في عام 1945، استضافت نواكشوط يومي 25 و 26 يوليو، قمة كان مقررا انعقادها في فبراير في المغرب ولكنّها رفضت استقبال هذا الحدث، حتى لا تعطي "انطباعا خاطئا عن الوحدة والتضامن في العالم العربي خلال هذه الفترة الصعبة." في الواقع، ما كان يمكن أن يكون "قمة للأمل"، وفقا للمنظمين، تحولت إلى انهيار.
فمن بين الدول الأعضاء 22، لم يشارك على مستوى القادة سوى السودان واليمن وجيبوتي وقطر والكويت، فيما أرسلت الدول الأخرى مسؤولين على مستوى أقل. واستمر الاجتماع الذي كان من المفترض عقده على مدى يومين، إلى جلسة واحدة بعد الظهر فقط. باختصار، هذا هو أقصر وأدنى مستوى المشاركة سجلت على الاطلاق في تاريخ الجامعة العربية، على الرغم من أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، كان يريد أن يرى نجاحا.
صحيح أن لبنان وليبيا من دون رؤساء حاليا وبشار الأسد، حاكم سوريا معلقة عضويته منذ عام 2011 بعد قمع الاحتجاجات، والحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تمنعه من السفر للمشاركة، فيما تخلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعد وفاة شقيقه.
لكن ملك المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، حتى ولو كان يعاني من مشاكل صحية، كان يمكن أن يرسل وريثه ونائبه الأمير محمد بن سلمان، الذي له اليد العليا في شؤون الدولة، واذا كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد تظاهر بازدحام جدول أعماله فإن مصادر دبلوماسية تشير أن السبب الحقيقي هو أن أمنه وسلامته لم تكن مضمونة بما فيه الكفاية.
"البنية التحتية هي يرثى لها"، يقول عضو في الوفد اللبناني الذي يفضل قضاء ليله في المغرب المجاورة الأكثر راحة، إلى التلفزيون، وهو ما اعتبرته موريتانيا إهانة لها، وهي التي لم تكن أمامها سوى ثلاثة أشهر للإعداد ومواردها لا يمكن مقارنتها بموارد الدول العربية الغنية.
المحلل السياسي اللبناني زياد ماجد قال إن الدعوة الموريتانية تم التعامل معها بازدراء ممزوج بشيء من العنصرية. ولكن أبعد من ذلك، يعتبر رؤساء الدول دائما عملا لا طائل من وراءه أو عذابا قدومهم للمشاركة في مثل هذه الاجتماعات. وإعلان نواكشوط كان كما هي العادة بيان مبادئ نبيلة تحدّث عن فلسطين، والبيئة ومكافحة الإرهاب ورفض التدخل الإيراني من دون أن تكون هناك أشياء ملموسة
هذا الفشل هو أيضا تعبير عن الانقسام الإقليمي، الذي لم يكن أقوى من قبل كما هو الآن يقول ماجد. بين المؤيدين للإسلاميين ومناهضيهم بين الثوار والرجعيين، بين المؤيدين والمنتقدين للمملكة العربية السعودية ... والجامعة التي يجب أن تكون المثل الأعلى لوحدة الدول العربية، وكثير من هذه الدول نفسها تواجه خطر التفكك. فما هي الإشارة التي أراد القادة أن يرسلوها بالإعلان عن تنظيم قمة 2017 في اليمن التي تدك اليوم بالقنابل السعودية؟
ترجمة موقع الصحر
لمتابعة الأصل اضغط هنا